Express Radio Le programme encours
وفي هذا الإطار صرّح منذر المكي وهو بحار تقليدي في غار الملح، يمتهن الصيد منذ صغر سنة، وعمر قاربه الذي ورثه عن أجداده يتجاوز الـ 30 سنة، أن البحر يمثل مصدر رزقه الوحيد، وتحدث عن تخوفه من قلة الأسماك ومنتوجات البحر في غار الملح، وقال إنه قد يضطر إلى بيع قاربه ومصدر رزقه الوحيد، مثله مثل عديد البحارة الآخرين.
يذكر أن بحارة غار الملح لاحظوا منذ سنة 2017 ظهور كائنات بحرية غريبة في السواحل التونسية، مثل حوت الأرنب والسلطعون الأزرق ما يعرف بـ “داعش”، إضافة إلى أنواع أخرى غريبة وفق ما صرح به نزار العباسي المسؤول في مركز التكوين في الصيد البحري في غار الملح.
وتعيش هذه الأنواع الغريبة من الحوت في المحيطات عادة، ودخلت البحر الأبيض المتوسط ووصلت السواحل التونسية قادمة من البحر الأحمر عبر قناة السويس، ومن المحيط الأطلسي أيضا عبر مضيق طارق وسيسيليا، حسب الأستاذ محمد صالح رمضان.
ولكن حركة السفن التجارية عبر البحار والمحيطات ليست السبب الوحيد لوصول هذه الكائنات البحرية إلى سواحل تونس وتكاثرها في مياه المتوسط، حيث أن أسباب هذه الظاهرة البيولوجية الغريبة هي اضطرابات النظام البيئي المرتبطة بزيادة حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط، والأرقام القياسية المسجلة في جويلية 2022.
وهذه الكائنات البحرية الغريبة ليست كلها خطيرة، حيث أن 14 نوعا حيوانيا و11 نوعا نباتيا فقط يمثلون خطرا على البحر لأنها تدخل في تنافس مع الأنواع البحرية الأخرى، وتتسبب بالتالي في خلل كبير في التوازن البيئي، وتسمى هذه الأنواع، الأنواع الغازية ويمكن أن تكون لها أثار اجتماعية واقتصادية سلبية على الناشطين في قطاع الصيد البحري، كما يمكن أن تكون ضارة على صحة الإنسان حسب الأستاذة منى الريفي.
كل هذه المعطيات تستوجب تظافر جهود المواطنين والبحارة والسلطات وتوفر وعي مشترك، وتبليغ البحارة عن كل الأننواع البحرية الغريبة التي تصادفهم أثناء رحلات الصيد حيث من الممكن أن تكون أنواعا سامة أو قاتلة، كما أنه من الضروري أن تهتم الدولة بقطاع الصيد البحري، وتأثير الأزمة المناخية على الناشطين في هذا القطاع.
Written by: Asma Mouaddeb