نشر وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي أمس 21 نوفمبر 2020 على صفحته بالفايسبوك تدوينة أجاب فيها عن سؤال: “لماذا توجد المستشفيات العسكرية في العالم؟”.
وقال المكّي: “المهمة الرئيسية للجيوش هي الدفاع عن حرمة التراب الوطني ضد أي اعتداءات مسلحة خارجية او داخلية و بالتالي فإن المهمة الرئيسية للجيش هي القتال زمن الحرب و الإستعداد للقتال زمن السلم.
القتال كما فيه التدريب و التخطيط و استعمال السلاح برا و بحرا و جوا و إطلاق الذخائر بكل أنواعها فإن فيه مهمات أخرى لا يتم القتال إلا بها مثل النقل و اللوجستيك و الإطعام و الإكساء و الخدمات الصحية، و هذه المهمات لها خصوصيتها بالنسبة لمثيلاتها المدنية من حيث طبيعتها و ظروف تقديمها.
فالنقل مثلا هو نقل لآليات عسكرية و أسلحة و ذخائر إلى مناطق يتم فيها القتال و أفراد عسكريين و قد يكون نقلا خاصا لمظليين قصد الإنزال بالمظلات خلف خطوط العدو أو في مناطق وعرة. قوافل النقل هذه قد تتعرض للاستهداف من قبل العدو و كل هذا يجعل منه نقلا مغايرا عن مثيله المدني.
أما الخدمات الصحية فهي خدمات ذات خصوصية فهي تحرص على المحافظة على الجاهزية البدنية لأفراد القوات المسلحة منذ الإنتداب و طيلة الحياة العسكرية عبر الفحوص الدورية، و لكن الأهم في هذه الخدمات أنها مدعوة للتواجد في مناطق القتال لتقديم الاسعافات الاولية للجرحى ثم إجلاؤهم للعلاج الشامل و هذا يتم في مناطق القتال و تحت القصف مما يقتضي تدريبا خاصا للاطباء و الممرضين العسكريين زمن السلم على هذه المهمات فالتدخلات الصحية جزء لا يتجزأ من أي مناورات أو تدريبات عسكرية.
من ناحية أخرى فإن المنظومة الصحية العسكرية تؤهل لحماية المواطنين من الأسلحة الكيميائية و البيولوجية و هذا باب آخر كبير.
كل هذا يتطلب وجود مؤسسات صحية عسكرية كجزء من المنظومة الدفاعية لأن الخدمات الصحية جزء من المهمة القتالية. و يمثل تكفل المستشفيات العسكرية بعائلات العسكريين ضرورة من أجل إيجاد حجم عمل يمكن الاطارات الصحية العسكرية من المحافظة على المهارة.
و بناء على ما سبق فإن المستشفيات العسكرية ليست امتيازا منح للعسكريين لتمييزهم عن باقي أفراد الشعب بل هو ضرورة المنظومة الدفاعية و بالتالي فلا مبرر لمحاكاة هذه المسألة في قطاعات و اسلاك مدنية.
المساواة بين كل أفراد الشعب تقتضي أن يعالج الجميع في نفس المؤسسات عمومية كانت أو خاصة.
الحل يكمن في إصلاح منظومتا الصحة و التأمين على المرض تضمن حق الجميع في الولوج الى الخدمات الصحية الجيدة”.