
Express Radio Le programme encours
مناسبة تختلف طرق الاحتفال بها من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، إلا أن بعض العادات والتقاليد المتوارثة لم تتغير منذ عقود.
وفي تونس تفوح رائحة العيد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث تبدأ النساء بإعداد ما لذ وطاب من الحلويات والمأكولات التقليدية، التي تزين الموائد خلال أيام العيد.
ولا تقل فرحة الأطفال عن فرحة إفطار الصائمين، فإلى جانب اقتناء ملابس وألعاب جديدة، والذهاب إلى الملاهي، يحظى الصغار بـ”مهبة العيد” أو ما يعرف في عدد من الدول العربية بـ “العيدية”، وهي عادة قديمة، تتمثل في تقديم نقود أو هدايا.
ووفقا للمعطيات التاريخية فقد ظهرت العيدية في مصر في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، حيث عرفت باسم الرسوم أو التوسعة، إذ كانت الدولة توزع النقود والهدايا وكسوة العيد على المواطنين ورجال الدولة كما كانت تهدي الدراهم الفضية للفقهاء وقراء القرآن الكريم.
فيما تذكر بعض المصادر أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله رصد رسوما للعيدية في عيد الأضحى.
وفي العصر المملوكي تحولت ليصبح اسمها “الجامكية” وهو اصطلاح فارسي يعني العطية المادية وكانت تقدم على هيئة طبق به حلوى فاخرة ودنانير فضية أو ذهبية.
وفي العهد العثماني أصبحت العيدية عادة شعبية وثقافة انتشرت بين الجميع، كما بات تقديمها يقتصر على الأطفال في شكل نقود.
وكما هو دارج حاليا أصبح الأهل والأقارب وحتى الجيران يمنحون الصغار المهبة مباشرة بعد صلاة العيد وتبادل التهاني، والتي تختلف باختلاف الوضع المادي لكل عائلة، والفئة العمرية للأطفال.
وبينما يحصل البعض على بعض الدنانير المعدودة، يكون العيد فرصة للبعض الآخر لتحصيل مبالغ هامة وأوراق نقدية يخصصونها لشراء الألعاب الجديدة أو الذهاب للملاهي، في حين يخير آخرون إدخار هذه المبالغ.
إذاعة اكسبراس أف أم التقت عددا من المواطنين، بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث يقول محمد وهو رجل ثمانيني “نجتمع في العيد ونتبادل التهاني مع العائلة والجيران، ونأكل الحلويات، كما يرتدي الأطفال الملابس الجديدة ويحصلون على المهبة وهي عادات وتقاليد نحافظ عليها”.
وأضاف “أخصص أموالا لتقديمها للأطفال عند استقبالهم أيام العيد، والتي تختلف قيمتها من طفل إلى آخر، ويبقى العيد فرحة للجميع”.
من جانبهم عبر عدد من الأطفال عن فرحتهم بعيد الفطر وجمع الكثير من النقود، إلى جانب اللعب والاستمتاع مع الأصدقاء.
وتبقى بهجة العيد لدى الأطفال مقترنة بجمع النقود وارتداء الملابس الجديدة والألعاب، إلى جانب زيارة الأهل والأقارب، حيث يعد فرصة لصلة الرحم والتقارب بين العائلة والأصدقاء والجيران خاصة وأن المشاغل اليومية ووسائل التواصل الحديثة جعلت اللقاءات والاجتماعات تقتصر على مناسبات قليلة.
وفي غزة حرم الأطفال من أبسط حقوقهم، فبينما أصيب العديد منهم، استشهد أكثر من 14 ألف طفلا منذ 7 أكتوبر 2023، بما يشكل حوالي 44 بالمائة من إجمالي عدد الشهداء وفق ما كشف عنه جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني الرسمي في بيان الخميس الماضي، أي أن 4 أطفال يستشهدون كل ساعة بسبب العدوان.
ورغم ما يعانيه الأطفال في فلسطين إلا أنهم يحاولون سرقة لحظات من الفرحة والبهجة، آملين أن يكون هذا آخر عهد لهم بالحرب والمعاناة والمأساة.
Written by: waed