“غول” البراكاجات يهدّد التونسيين

يتّفق معظم التونسيين على النجاحات التي حققتها المؤسسة الأمنية في الحرب على الإرهاب وضربته بيد من حديد في عقر داره، الشئ الذي لا يمكن إنكاره وإنكار التضحيات التي قدمتها المؤسسة الأمنية في سبيل نشر الأمن والاستقرار والنأي بالبلاد عن آفة الإرهاب، لكن اليوم أصبح ناقوس الخطر يدق أبواب التونيسيين مع تغلغل و استفحال آفة الانحراف، التي لا تقل خطورة عن آفة الإرهاب.

حسب دراسة أجراها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية فإنّ 46 بالمئة من القضايا هي جرائم قتل من 600 ألف قضية عنف، و أخر هذه الجرائم النكراء هي حادثة بشعة جدت في أحد عربات الميترو عدد 3 في محطة باب الخضراء بالعاصمة يوم 16 جانفي 2020، والتي راح ضحيتها رقيب شاب بالجيش التونسي إثر عملية “براكاج” من قبل مجموعة مسلحة.

في العموم فإننا نستطيع تعريف عملية البراكاج بالعنف الشديد المصنف كأخطر الجرائم، ونخلص للقول إذا أن تزايد البراكاجات مرتبط بتزايد وتصاعد ظاهرة العنف في مجتمعنا التونسي والذي بات الطريقة الوحيدة للتعامل وممارسة يومية داخل الأسرة والمؤسسات التربوية، كما يرتبط السلوك العنيف أيضا إلى أسباب اجتماعية من ضمنها الضغط الاجتماعي الذي تعيشه العائلة التونيسية، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة و تجدر الإشارة أيضا إلى الجانب القانوني و لمفرغ من التعديل في النصوص القانونية لردع مثل هذه الظواهر.

بالإضافة إلى سلوك المواطنين في مواجهة للبراكاج والذي بات يوصف كما يطلق عليه بالعامية بـ”أخطى راسي و أضرب”، حيث تقع البراكاجات على مرأى ومسمع من الناس لكن دون أن يتحرك ساكن للحضور أو التدخل و نجدة الضحية، وهو ما يفسر أكثر استفحال العنف بين المواطنين و الذي أصبح هاجس و غول حقيقي يرهب التونيسيين.

من أبرز الحلول التي طرحها أهل الاختصاص للتصدي لـ”غول” البراكاجات هو توفير أكثر ما يمكن من كاميرات مراقبة بوسائل النقل العمومي و المؤسسات العمومية و في الشارع، بالاضافة إلى ضرورة تظافر الجهود بين جميع الأطراف سواء الدولة أو المجتمع الدولي أو المؤسسات العمومية و الإعلام و السياسيين و الأحزاب لوضع استراتيجية محكمة و مشتركة لمناهضة العنف.

صابرين بن محمود.