Express Radio Le programme encours
أفاد المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية بنزرت، شكري التليلي، انه تم بالتنسيق بين كل من والي بنزرت، ورئيس البلدية، ومصالح المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وعدد من نواب الجهة ، إعداد مقترح يقضي بإحالة فضاء قصر المؤتمرات ببنزرت التابع لمصالح بلدية عاصمة الولاية، لفائدة مصالح الشؤون الثقافية في الجهة، مقابل إحالة هذه الأخيرة الفضاء المخصص لانجاز مشروع المركب الثقافي وسط المدينة إلى مصالح البلدية لاستغلاله في أحد مشاريعها.
وبين التليلي، أن هذا المقترح سيتم عرضه قريبا على جميع الأطراف المجتمعية والبرلمانية في اطار جلسة عمل ستنتظم بمقر الولاية باشراف والي الجهة، وبحضور مصالح بلدية بنزرت وغيرها من الهياكل المتداخلة للتداول في المشروع قبل عرضه على انظار وزارة الاشراف في إطار جلسة وزارية بالعاصمة .
وسيتم العمل، وفق ما أكده المندوب الجهوي، على الحفاظ على الاعتمادات المخصصة سلفا لانجاز المركب الثقافي والبالغة 7.150 م د لاجراء عمليات الترميم والإصلاح والتعهد والتجديد التي يتطلبها القصر، مع الحرص على “عدم المساس بطابعه المعماري المتفرد، وتحويله إلى منارة ومحراب للفكر والابداع والثقافة الهادفة”، كما قال.
يشار إلى أن قصر المؤتمرات ببنزرت يعد تحفة معمارية متميزة وهو أهم المرافق العمومية التي أنجزتها دولة الاستقلال، إذ مثل تاريخ افتتاحه سنة 1964 حدثا مهما في تونس تزامن مع الاحتفال بالذكرى الأولى لجلاء الجيش الاستعماري الفرنسي عن بنزرت.
وشهد هذا القصر عقد المؤتمر السابع للحزب الحر الدستوري التونسي، من 19 إلى 22 أكتوبر 1964، بإشراف الزعيم الحبيب بورقيبة، وقد تبنى هذا المؤتمر المنهج الاشتراكي وأصبح الحزب بموجبه يحمل اسم الحزب الاشتراكي الدستوري.
وبقي قصر المؤتمرات تابعا لرئاسة الجمهورية لسنوات عديدة حتى أمر الرئيس بورقيبة، في إحدى زياراته للجهة، بوضعه على ذمة بلدية بنزرت، وظل على هذه الصفة دون إجراءات قانونية إلى ما بعد الثورة، حيث تم تفعيل إجراءات إحالته رسميا إلى البلدية بحرص من والي بنزرت الحالي السيد، محمد قويدر، الذي بذل كذلك جهدا في إصلاحه وتنظيفه وإعادته للنشاط.
ومنذ سنة 1964 والى زمن قريب ظل قصر المؤتمرات الذي كان يلقب شعبيا بقصر بورقيبة قبلة لكل التظاهرات الهامة وطنيا وإقليميا وجهويا سواء كانت سياسية أو اقتصادية وثقافية واجتماعية، إذ احتضن أبرز المؤتمرات والملتقيات واستقبل أشهر وجوه السياسة والثقافة والفن، وأمن عديد المهرجانات والحفلات الموسيقية والمسرحية والاستعراضية الكبرى.
ورغم مرور السنين، وقلة الإمكانيات خضع هذا القصر من حين إلى آخر إلى التهيئة والترميم ولو جزئيا فيستعيد بذلك شيئا من حيويته، لكنه بقي دوما في حاجة أكيدة إلى تهيئة جذرية وخطة تصرف استراتيجية تعيد له عافيته الكاملة وإشعاعه الدائم.
وات
Written by: Marwen Ben Amara