وطنية

الهادي العربي: “الإدارة التونسية لا تفكّر ولا تخطّط، وهذه مصيبة”

today28/05/2021 33

Background
share close

أفاد الهادي العربي وزير التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة السابق ومدير برنامج القيادة والسياسة العامة بجامعة “SMU”، بأن الحكومات المتعاقبة لم تعالج إلا المسائل اليومية ولم تضع إلا برامج على المدى القصير، مضيفا أنه لا نجاح في أي بلد دون برامج على المدى القصير والمتوسط والطويل واستراتيجية مسترسلة نحو المدى الطويل.

وأوضح الهادي العربي خلال مداخلته اليوم الجمعة 28 ماي 2021 في برنامج كلوب اكسبراس أن بناء الاستراتيجيات على المدى الطويل هو دور القطاع العمومي بالأساس حيث تضع كل وزارة خطتها الاستراتيجية القطاعية حسب الاستراتيجية العامة للدولة.

وأضاف العربي أن المخططات الخماسية فيها نقائص وهي كونها لم تنبع من مخطط استراتيجي طويل المدى يشمل 20 سنة، ثم تتفرع منها مخططات خماسية، وتحدث عن تجارب ناجحة لهذا التمشي في الصين وسنغافورة وغيرها من الدول.

واعتبر وزير التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة السابق أن الإدارة التونسية كانت دائما إدارة تنفيذ ولم تكن أبدا إدارة تخطيط وتفكير، وقال العربي “عدم وجود فريق في الدولة يفكر ويقيّم ويضع السياسات للمستقبل البعيد مصيبة، كان هناك فريق مماثل قبل الثورة في قصر قرطاج، ولكن الآن لم يعد لمثل هذا الفريق أي أثر”.

وأشار إلى أن المعظلة اليوم هي عدم وجود موارد بشرية تضع الاستراتيجيات في كل الوزارات حسب تعبيره، مضيفا أنه من الضروري تأهيل حوالي 1200 عونا من أعوان الدولة من أعلى مستوى من الكوادر تتوزع على جميع الوزارات بمعدل 60 شخص على مستوى كل وزارة يضعون الاستراتيجيات، قائلا “الوزارات حاليا بلا مخّ، حتى على مستوى رئاسة الحكومة” حسب تعبيره.

واعتبر ضيف برنامج كلوب اكسبراس والمدير الإقليمي للبنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط أن الوثيقة التي تم عرضها على صندوق النقد الدولي تمثّل فقط رؤوس أقلام وعناوين لما تنوي الحكومة القيام بهمن إجراءات، في حين أن صندوق النقد يطلب من الحكومات خطة عمل دقيقة تشمل الإجراءات وأهدافها وكلفتها وتشمل أيضا تقييما لهذه الإجراءات ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة منها.

وأضاف أنه كان من الأجدر التروي وإعداد وثيقة تقييمية أكثر دقة، وتحتوي على إجراءات ممكنة، دون البحث عن التوافق بين المنظمات الوطنية والاجتماعية، معتبرا أنه يجب أن تكون الحكومة هي المسؤولة عن قراراتها دون حاجتها إلى توافق واسع.

وأشار ضيف البرنامج إلى أن التوجه نحو استحواذ الدولة على مختلف القطاعات وإدارتها بنفسها لم يعد معمول به في مختلف دول العالم، وخاصة مع الوضعية المالية الصعبة حاليا للشركات العمومية والحديث حول إعادة الهيكلة.

وأفاد بأن الدولة لا بدّ أن تضع أهداف واضحة، وتجد أفضل السبل لتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين على غرار الكهرباء والنقل، ودراسة إمكانية خوصصة هذه الخدمات، مضيفا أن الخوصصة قد تعطي نتائج أفضل حيث تقوم الدولة بالتفويت في هذه الخدمات للقطاع الخاص وبعقود من الدولة، لتضمن النجاعة والتنافسية وكذلك تحدّ من الكلفة والخسائر.

وتحدث الهادي العربي عن التجربة الصينية في إصلاح الناقلة الجوية حيث تم إعطاء مهلة بـ 3 سنوات للشركة التي تكبّد الجمهورية الصينية خسائر دون ضمان نجاعة في الخدمات لتحسّن ظروفها وتشغّل دون ضخّ أموال من الدولة فيها، ولم تشترط في ذلك بقائها شركة عمومية، وأضاف أنها أصبحت بعد هذه التجربة من أفضل شركات الطيران في العالم.

كما تحدث ضيف برنامج كلوب اكسبراس عن اقتصار التعيينات على الكفاءة والتجربة في الصين خلال تلك الفترة من 1978 إلى 1989، مضيفا أن المسيّر  في القطاع الخاص أفضل من المسيّر في القطاع العام لأنه اشتغل في مناخ تنافسي.

وأضاف أن الطرف النقابي ليس عائقا وسيكون بجانب الحكومة في حال وضعت برنامجا دقيقا وناجعا وخططت وقيمت ووضعت استراتيجية واضحة، كما اعتبر أن القطاعات التنافسية لا بدّ أن تكون من نصيب القطاع الخاص.

كما أكد أنه لابدّ من دولة قوية لمقاومة كل أشكال المضاربة والاستغلال غير القانوني أو الترفيع في الأسعار، في حال حدوث تجاوزات في قطاعات تمت خوصصتها، وأشار إلى أن الحكومة لا بدّ لها أولا من وضع سياسة واضحة الأهداف والبحث فيما بعد عن التوافق، وفي حال عدم إيجاده لا بدّ لها أن تمضي في سياساتها وإنجاحها.

 

اقرأ أيضا: بدر الدين القمودي: ميناء رادس يستطيع العمل على أكمل وجه بنصف عدد العاملين فيه حاليا

Written by: Asma Mouaddeb



Logo Express FM
0%