الاقتصاد

سليم بسباس: الحل الوحيد لمواجهة المديونية هو خلق الثروة ودفع ماكينة الإنتاج

today18/06/2021 5

Background
share close

أكد سليم بسباس وزير المالية السابق أن مشكل التداين سببه تراكم المسارات التي تتخذها الدولة، أي المسار الاقتصادي والقدرة على خلق الثروة والنمو والموارد الجبائية للدولة، والسياسات الإجتماعية وإلتزامات الدولة، على غرار إلتزامها ببعض التحويلات الاجتماعية ومصاريف الدعم التي لا تراعي قدرة الدولة.

وأضاف سليم بسباس لدى حضوره اليوم الجمعة 18 جوان 2021 في برنامج إيكوماغ أن هناك اشكالية تتعلق بتفاقم خدمة الدين، حيث تصل قيمته إلى 15.7 مليار دينار في ميزانية سنة 2021، جزء كبير منها بالعملة الصعبة، وقال بسباس “أصبحنا نتداين لنسدّد الديون”.

وأشار بسباس إلى أن تفاقم الديون لا يصاحبه نمو اقتصادي، وهو ما سيفرز مديونية سلبية، وحذّر بسباس من أن عدم القدرة على خلق النمو يؤدي إلى تضخم الدينار ونزول قيمته، وارتفاع كتلة الدين العام التي تزيد الضغط على ميزانية الدولة.

كما أوضح بسباس أن القدرة على خلاص الدين يكون دائما محل تقييم من المانحيين الدوليين.

وأفاد وزير المالية السابق بأن الحلول لهذه الأزمة ليست حلولا مالية وإنما هي حلول اقتصادية، تكون بالتوجه نحو إزالة معوقات ومكبلات النمو والاستثمار.

وأضاف أن تراجع الواردات الذي تشهده تونس حاليا في ظاهره مؤشر إيجابي ولكنه ليس كذلك، حيث أن الوارادت التي شهدت تراجعا هي بالأساس المواد الأولية والتجهيزات، المستغلة أساسا في دفع الحركة الاقتصادية والصناعية.

واعتبر بسباس أن الحل الوحيد لمواجهة المديونية هو خلق الثروة ودفع الماكينة الاقتصادية للإنتاج، وخاصة في قطاعات الفسفاط والطاقة البديلة والمتجددة وقطاع الفلاحة، بغض النظر على الصناعات المعملية المرتبطة بالسوق الأوروبية والقطاع السياحي المرتبط بجائحة كورونا.

وأكد بسباس ضيف برنامج إيكوماغ أن برنامج الانقاذ الاقتصادي يجب أن يرتبط بمكون سياسي يتعلق بالاستقرار السياسي وعودة الدولة وكذلك بمكون اجتماعي يتعلق بالتوافق الاجتماعي بين المنظمات ومكونات المجتمع المدني.

ودعا إلى ضرورة إيجاد حلول لطمأنة المقرضين، عبر خلق النمو والعمل على إعادته إلى المستوى الإيجابي والإقناع بقدرة تونس على تسديد ديونها.

وقال وزير المالية السابق إن قدرة تونس على التفاوض على مستوى الديبلوماسية الاقتصادية بكل قوة من رئاسة جمهورية وبرلمان وغيرها يمكّن من إنقاذ تونس، رغم وجودها على مستوى مجلس الأمن الدولي، ولكن تونس لم تستغل تموقعها على مستوى العالم والمراهنة على التحول الديمقراطي في بلادنا.

وأضاف “مع الأسف نطلب دائما الحلول من الخارج ولم نعطي المثل للعالم أننا واعون باشكالياتنا ومضينا في إيجاد حلول وإصلاحات” وقال بسباس “تلكؤ الجهات الخارجية، مرده عدم رصد أي مبادرات جدية داخل البلاد”.

وصرّح بسباس “قادرون على انتهاز الفرصة ومزيد العمل قبل رمي المنديل، وأخشى أن نواصل على نفس النسق لتمتد الأزمة حتى 2026 ومابعده”، وأضاف “لا نستطيع الخروج بحلول مريحة لا بدّ من حلول مؤلمة وموجعة”.

اقرأ أيضا: عبد القادر بودريقة: “لا قيمة لأي قانون مالية تعديلي يتم وضعه قبل الاتفاق مع صندوق النقد”

Written by: Asma Mouaddeb



0%