Express Radio Le programme encours
وذكر رئيس الدائرة الجهوية للغابات بسليانة المهندس الرئيس صبري الولاني في تصريح ل”وات” أن المساحة الغابية المتضررة بلغت 1236 هكتارا، وهي تعد “خسائر كارثية كبيرة ” وفق تعبيره، مؤكدا ان “كل هكتار يتعرض للحرق يتلف عمل سنوات في لحظات”.
وبين ان نسبة 95 بالمائة من الحرائق “مفتعلة” و5 بالمائة ناتجة عن عوامل طبيعية (4 حرائق ناتجة عن صواعق)، موضحا قوله ان الحرائق المفتعلة تتوزع إلى حرائق “بنية الإضمار و الترصد” أو ” نتيجة أعقاب سيجارة بهدف التحوز بالملك الغابي أو التجارة في الحطب”.
وأشار إلى أن أعنف حريق شهدته ولاية سليانة خلال الصائفة المنقضية هو حريق جبل برقو الذي أتلف حوالي 1200 هكتار من النسيج الغابي (1400 هكتار بين ولايتي سليانة والقيروان)، والذي تواصل من 24 جويلية إلى 30 من نفس الشهر.
وذكر أن الحريق شمل جبال عين بوسعدية والبياضة وتواصل قرابة ال05 ايام ، رغم مجهودات وحدات الحماية المدنية وأعوان الغابات والجيش الوطني، بسبب صعوبة التضاريس واستحالة الوصول إلى مواطن اللهيب، وقد يخلّف خسائر مادية فادحة طالت حقول الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون وغابات الصنوبر الحلبي وعدد هام من النباتات البرية والبرّية والزواحف.
واندلع الحريق بعد تسرب ألسنة النار من حريق بولاية القيروان وشمل جبال عين بوسعدية و البياضة من معتمدية برقو وتم في أكثر من مرة تسخير طائرتين عسكريتين للتدخل ومعاضدة مجهودات أعوان الحماية و الغابات والتجهيز في إخماد الحريق في ظل التضاريس الوعرة لموقع الحريق، وقد اتلف الحريق مساحات هامة من الغطاء النباتي وعددا من الحيوانات (خنازير وأرانب بريّة، وزواحف إضافة إلى أعشاش طيور)
وتركزت المجهودات على حماية متساكني منطقة عين بوسعدية المحاذين للجبل، وقد تم بالفعل إجلاء عائلات حاصرتهم النيران بمنطقة صدقة من معتمدية برقو، وقد ساهمت حينها الأمطار المتساقطة في إخماد حريق جبل برقو بنسبة 50 بالمائة.
وأكد الولاني ضرورة ان ينال المتسبون في الحرائق التي شهدتها ولاية سليانة جزاءهم، حيث تم فتح بحث في الغرض في جل الحرائق وتحولت فرقة مركزية من وزارة الداخلية الى مكان نشوب الحرائق بجبل برقو، ولاتزال الأبحاث جارية
وعن امكانية التدخل لتشجير مكان حريق جبل برقو، أوضح أنه وبعد نشوب حريق في مكان ما، يتم التدخل عن طريق استغلال الغابات لتحديد المساحة وعدد الأشجار ليتم قطعها وبيعها لاحقا ثم انتظار عملية التجدد الطبيعي ويتم التدخل لتسيير نمو الأشجار وفي حال عدم تواجد تجدد طبيعي تتدخل المصالح المعنية لمعاضدة مجهودات مكونات المجتمع المدني.
وأشار إلى أنه وبالتنسيق مع أملاك الدولة والمكلف العام بنزاعات الدولة والنيابة العمومية والإدارات المعنية والسلط الجهوية، تم مؤخرا استرجاع 60 هكتارا من الأراضي الغابية المنهوبة بمنطقتي الدماين والمدانية بمعتمدية كسرى، وقد تم تشجيرها بأشجار الخروب والكالبتوس والصنوبر الحلبي و إدماجها في الحياة الاقتصادية المحلية للجهة، وذلك بالتعاون مع جمعية “تونس كلين أب”
وأفاد في سياق متصل بأنه تم إبرام اتفاقية بين وزارتي الفلاحة والتربية تخص 70 مؤسسة تربوية بولاية سليانة وقد تم التدخل ب9 مدارس بمعتمديات سليانة الشمالية والجنوبية وبرقو وقعفور والعروسة والروحية و الكريب وسيدي بورويس، وتمت غراسة 880 شجرة من مختلف الأنواع في عيد الشجرة.
ودعا كافة المتساكنين خاصة منهم المتاخمين للمناطق الغابية للحفاظ على الثروة الغابية لمجابهة التغيرات المناخية فضلا عن بعث مجامع تنمية فلاحية لخلق ثروة محلية وتجنب الاعتداء على الملك الغابي، واستشهد بنجاح تجربة مجمعي التنمية الفلاحية ببرقو في جني منتوج الخروب، حيث حقق مجمع التنمية البحيرين أرباحا مالية تقدر ب983 ألف دينار و حقق مجمع التنمية جبل برقو 375 ألف دينار
واشارت مصادر امنية متطابقة بسليانة الى أنه تم التدخل في 36 حريقا والكشف عن 13 قضية والاحتفاظ بشخص، كما تم اتخاذ إجراءات وقائية بالاتصال بالفلاحين وتحسيسهم بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات لتفادي الحرائق وتكثيف الدوريات والانتباه الى مصبات الفضلات وخاصة العشوائية وسرعة التنقل على عين المكان عند اندلاع الحريق والتنسيق مع وحدات الحماية المدنية وإجلاء المواطنين وتوجيه مستعملي الطريق
Written by: Rim Hasnaoui