أكثر من 84% من التونسيين لا يمارسون الرياضة

شدد وزير الشباب والرياضة كمال دقيش في تصريح إعلامي بالحمامات على أن “تونس تسجل أرقاما مفزعة في عدم ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية وأن أكثر من 84 بالمائة من التونسيين لا يمارسون الرياضة ولا أي نشاط بدني وهو ما يفسر انتشار عديد الأمراض من بينها بالخصوص السمنة والسكري وضغط الدم مبرزا أن تغيير هذه الوضع الخطير يحتاج إلى تعميق الوعي الجامعي بأهمية ممارسة الرياضة على صحة الإنسان وإلى دفع العمل المشترك بين كل الوزارات ومكونات المجتمع المدني.

وأبرز دقيش على هامش افتتاح أعمال الملتقى الدولي الثامن لعلوم الرياضة للمرصد الوطني للرياضة أن عواقب عدم ممارسة الرياضة ولا الأنشطة البدنية تزداد خطورة في صفوف فئة اليافعين الذين باتت نسبة كبيرة منهم تعاني من السمنة والإدمان وأصبحوا الأكثر عرضة للإصابة بالسكري وضغط الدم.

وقال إن ممارسة الرياضة لم تعد ترفا بل إنها مسألة حياتية، مبرزا ضرورة تطوير آليات التحسيس والتشجيع على ممارسة الرياضة لدى الأطفال واليافعين والكهول وحتى بالنسبة لكبار السن خاصة وأن الهرم الديمغرافي في تونس سيبدأ في التغير بداية من سنة 2030 بارتفاع عدد المسنين مقارنة بعدد الشباب.

“ممارسة الرياضة لم تعد ترفا بل إنها مسألة حياتية”

وكشف أن الوزارة تعمل في هذا السياق على انجاز منظومة ومشروع طموح للتشجيع على ممارسة الرياضة شعاره “رياضة المواطنة” وتوسيع قاعدة ممارسي الرياضة من أجل قلب النسب المسجلة في تونس وبلوغ النسب الأعلى عالميا خاصة في البلدان السكندنافية التي تصل فيها نسبة ممارسة الرياضة إلى 84 بالمائة من السكان.

ولاحظ من جهة أخرى أن وزارة الشباب والرياضة وفي إطار عملها على نشر الرياضة في كل الأوساط أبرمت اتفاقية مع قرى الأطفال “أس أو أس” والتي ستعمل في إطارها على الإحاطة بالمقيمين وتوفير المؤطرين اللازمين للأنشطة البدنية بهذه القرى مبينا أنه سيتم في ذات السياق العمل على نشر ممارسة الرياضة بعديد الفضاءات الأخرى ومن بينها السجون.

وأشارت المكلفة بتسيير المرصد الوطني للرياضة مها الزاوي من جهتها إلى أن الملتقى الدولي الثامن لعلوم الرياضة سيتضمن بالإضافة إلى المحاضرات العلمية مجموعة من ورشات التشجيع على ممارسة الرياضة خاصة بالنسبة لرياضتي المشي والتجوال اللتين تستقطبان أكبر عدد من الممارسين في السنتين الأخيرتين في تونس.

وأبرزت أن “النهوض بممارسة الأنشطة البدنية بالنسبة للفئة العمرية 12/8 سنة “سيشكل المحور العلمي الأبرز لأعمال المؤتمر وخصه بورشة عمل تجمع عددا هاما من أساتذة ومتفقدي التربية البدنية من مختلف الولايات للخروج باستراتجية لإعطاء دفع جديد لممارسة الرياضة في صفوف الأطفال”.

وأوضحت أن المسح الوطني الميداني الذي أنجزه المرصد الوطني للرياضة سنة 2020 وأصدر نتائجه سنة 2022 حول ممارسة الرياضة في تونس بين أن 84 بالمائة من التونسيين لا يمارسون الرياضة وبين كذلك أن ممارسة الرياضة لدى الفئة العمرية 12/8 سنة لا تتجاوز 12 بالمائة.

وكشفت من جهة أخرى أن المرصد سيطلق بداية من العودة المدرسية القادمة في إطار استهداف هذه الفئة العمرية في تنفيذ برنامج نموذجي للتشجيع على ممارسة الرياضة عنوانه “كيدز اتلتيكس” بـ 24 مدرسة ابتدائية من مختلف ولايات الجمهورية وبـ 4 قرى الأطفال “أس أو أس” عبر تمكينهم من المعدات البداغوجية والتوجيهية اللازمة وتوفير مدرس تربية بدنية أو ممثل عن الجامعات الرياضية بصفة دورية لهذه المؤسسات للتشجيع على ممارسة الرياضة.

*وات