خير الدين دبية “وزارة البيئة تبيّض للجرائم البيئيّة”

قال خير الدين دبية،ناشط بيئي،اليوم الأحد  4 جوان  2023، إن “قبل انتصاب الصناعات الكيميائية بقابس كانت للمدينة خصائص طبيعيّة فريدة، كما كانت تعتبر محضنة المتوسط فيما يتعلّق بالتنوع البيولوجي البحري”.

وأضاف دبية عند حضوره ببرنامج الايكولو ،أن واحة قابس تعتبر الواحة البحريّة في العالم المحاطة بالجبال والصحراء في آن واحد.

وتابع محدّثنا ” بعد الاستقلال تم إختيار قابس لتكون قطب صناعي كيميائي وهو ما لا يتناسب مع طبيعتها وهويّتها، والآن يوجد بالمنطقة أكثر من 60 مؤسسة صناعيّة يتمثل دورها في تحويل مادّة الفسفاط وتحويل صناعات أخرى للأسمدة الزراعيّة”.

وأفاد دبية أن “مساحة المنطقة الصناعة تفوق مساحة قابس المدينة ب1،2 ممّا جعل كل الأنشطة الملوّثة متواجدة.”

وأوضح ضيف البرنامج أن “سبّبت المؤسسات الصناعيّة التلوّث البحري فيوميّا  16 ألف طن من مادة الفوسفوجيبس تلقى في البحر أي ما يعادل 5 مليون طن دون معالجة في السنة، كما أن هناك مواد تجاوزت المعايير الدولية بعشرات المرات : مادة الكادميوم ب891 مرّة، مادّة زرنيخ ب103 مرّة.”

وأردف القول بأن “لم نعد نتحدّث على إنتهاكات بيئيّة بل على جريمة بيئية فقد فقد البحر 93 بالمائة من التنوع البيولوجي، كما أن الواحة التي ناهز عمرها 2500 سنة مهدّدة بالإندثار ويعود سبب ذلك إلى غياب العيون والآبار التي كانت تغذيها نظرا لإستغلالها من قبل المؤسسات الصناعيّة لغسل الفسفاط”

وتابع قائلا ” إنتشرت عديد الأمراض النادرة جرّاء المؤسسات الصناعيّة في المناطق المجاورة على غرار شط عبد السلام،غنوش وبوشمة”.

وأضاف محدّثنا “صعب أن تعود قابس لما كانت عليه في الستينات ولكن على الأقل يجب أن لا تتواصل هذه الجريمة لنتمكن من إنقاذ ما تبقّى.”

وإعتبر دبية أن الإحتفال باليوم العالمي للبيئة في 5 جوان هو “فولكلور” مضيفا” وزارة البيئة تبيّض للجرائم البيئيّة”.

وأكد على “عدم التعامل مع وزارة البيئة في المستقبل وأصبحنا نتوجّه مباشرة إلى وزارة الطاقة والمناجم بإعتبار أن المجمع الكيميائي تحت تصرفها”.

وأفاد دبية “غدا حركة stop pollution ستقوم بندوة صحفية بمقر نقابة الصحفيين يليها تحرّك أمام وزارة الطاقة والمناجم.”