Express Radio Le programme encours
تسبب تماس كهربائي ناتج عن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والاضطرار الى تشغيل المكيفات على امتداد اليوم، في نشوب حريق شمل قاعة الاستمرار بقسم الولادات في المستشفى الجهوي بنفطة من ولاية توزر، وذلك في حوالي الساعة الثانية من فجر اليوم الخميس 20 جويلية 2023، بحسب ما أوضحه مدير المستشفى يحي عوينات لصحفية وكالة تونس افريقيا للانباء.
وبين المصدر ذاته، أن فرق الحماية المدنية تدخلت وتولت إطفاء الحريق ومعاينة قسم الولادات، واضاف أن النار أتت على محتويات القاعة دون سواها، وتسبب ذلك في احتراق ستائر الغرفة والحشايا ومكيف الهواء دون تسجيل أضرار مادية أخرى أو بشرية.
ولفت الى أنه بسبب ارتفاع درجات الحرارة يضطر الإطار الصحي العامل بالمستشفى الى تشغيل المكيفات كامل اليوم دون انقطاع، وهو ما تسبب في حدوث التماس الكهربائي.
ويقول الخبير البيئي حمدي حشاد، “تتأثر تونس بـ 4 قبب حرارية تضرب الأرض على نفس خطوط العرض”، ويؤدي فارق الحرارة بين الطبقات الجوية إلى تشكل منطقة ضغط جوي عالٍ تنقل الهواء الساخن من الأسفل إلى الأعلى حيث يصطدم بمنطقة الضغط الجوي العالي، ويبقى فيها. وقد تستمر هذه القبة الحرارية أياماً أو أسابيع، وقد تكون قاتلة لكبار السن وتؤثر في المحاصيل والغذاء، أو تتسبب في اندلاع حرائق بالغابات”.
وعن وقوع تونس تحت تأثير “القبة الحرارية”، يؤكد حشاد أنّ “البلاد مشمولة أيضاً بـظاهرة النينيو التي تغيّر الأنماط المناخية في المنطقة الجنوب شرقية للمحيط الهادئ، وترتفع درجات الحرارة في مياه المحيط”.
ويؤكد أن” تأثيرات ظاهرة النينيو توسّعت لتشمل مناطق في المحيط الأطلسي وأجزاءً من البحر الأبيض المتوسط، ما يرفع الحرارة ويتسبب في مواسم جفاف. وهذه الظاهرة المناخية ستستمر بين سنتين وسبع سنوات”.
ويشير إلى أن تونس “تواجه عدواً غير مرئي يتمثل في التغيّرات المناخية. ومن أبرز تأثيرات هذه التغيّرات تمديد مواسم الحرّ حتى نوفمبر، ما يتسبب في حدوث جفاف حاد، وتراجع كبير في معدلات سقوط الأمطار”.
ويترافق تسارع التغيّرات المناخية في تونس مع غياب خطط الحدّ من تأثيراتها على معيشة المواطنين، ومستقبل الأجيال القادمة المهدد بشحّ الموارد المائية.
Written by: Yosra Gaaloul