قال وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار في حوار مع مجلة “المجلة” الصادرة بلندن وذلك بمناسبة زيارته إلى المملكة المتحدة البريطانية “بالنسبة للاتحاد الأوروبي، هم منقسمون والمشكلة من جهتهم، وليست من جهتنا”.
وأضاف الوزير “وقّعنا مذكرة التفاهم يوم 16 جويلية في قرطاج بناء على إلحاح الجانب الأوروبي، ممثلا في رئيسة المفوضية الأوروبية فاندرلاين، والوزير الأول الهولندي روت، وميلوني. وأبلغناهم أن عليهم تغيير طريقة تفكيرهم لإرساء شراكة استراتيجية بين الطرفين في إطار الاحترام المتبادل، ولم يكن الحديث مقتصرا على مسألة الهجرة، فلا يجب أن يحاول الاتحاد الأوروبي الحصول على ما يريده من الشريك دون الأخذ بعين الاعتبار مصالحه وأولوياته”.
وتابع قائلا “ينبغي أن نقيم علاقات شراكة دون استغلال أو تدخل في الشؤون الداخلية. وقد أعرب الجانب الأوروبي عن تفهمه وموافقته على ذلك. كما أعرب الأوروبيون عن استعدادهم لتغيير طريقة تفكيرهم حتى فيما يتعلق بموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن لم يحصل ذلك في الواقع، فبعض البلدان ربما تكون منقسمة فيما بينها وربما أثرت عليها أفكار الإداريين لديها، فلم تغير طريقة تفكيرها واستمرت في نظرتها الضيقة”.
وأردف “أبلغناهم بضرورة العدول عن هذه الطريقة في التفكير، وبأننا لا نريد المساعدات، كما لا نقبل مغالطة الرأي العام بخصوص مبلغ 60 مليون دولار، التي كان من المفروض الحصول عليه سابقا إثر جائحة “كوفيد-19”. وأكدنا في السياق نفسه أن تونس لم تتسبب في جائحة “كوفيد–19″ أو الحرب الأوكرانية التي يعانون بسببها أو الوضع في ليبيا أو التغيّر المناخي. هم لا يعترفون بأية مسؤولية، وفي ظل أوضاعنا الصعبة يطلبون منا المستحيل”.
كما صرح الوزير “يطلبون منا غلق باب الهجرة غير الشرعية، رغم أننا نقوم من جانبنا بما لا يقومون به. وهم يتمنون توطين المهاجرين في تونس، ويسعون إلى دفعها في هذا الاتجاه ويمارسون ضغوطات عبر الإعلام وبالتصريحات عن انهيار الاقتصاد التونسي، مثل تلك التي أدلى بها (جوزيف) بوريل. وهو ما يعد من قبيل التحضير للضغط على تونس حتى تقبل بأن تكون “شرطي” أوروبا وتُوطن المهاجرين غير الشرعيين. وهذا مرفوض تماما. ونحن كأي بلد يحترم نفسه نحرص على حماية حدودنا، فرغم محدودية الإمكانيات، يقوم الجيش يوميا بإنقاذ مهاجرين غير شرعيين. وقد طلبنا من الأوروبيين تغيير طريقة تفكيرهم، فالاتفاق الذي وقعناه في قرطاج تضمن عدة جوانب”.