الأخبار

مؤشرات تغير المناخ بلغت مستويات قياسية في عام 2023

today20/03/2024 55

Background
share close

حطمت الأرقام القياسية مجددا بل وفي بعض الحالات وقع تجاوزها  بدرجة كبيرة، فيما يخص مستويات غازات الاحتباس الحراري، ودرجات حرارة السطح، وحرارة المحيطات وتحمضها، وارتفاع مستوى سطح البحر، والغطاء الجليدي البحري في المنطقة القطبية الجنوبية، وتقلص مساحات الأنهار الجليدية  وفق تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

2023 كان العام الأكثر دفئاً

وقد تسببت موجات الحر والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والأعاصير المدارية المكثفة بسرعة وفق التقرير في البؤس والفوضى، وهو ما أدى إلى قلب الحياة اليومية للملايين وإلحاق خسائر اقتصادية تُقدر بمليارات الدولارات، وذلك وفقاً لتقرير حالة المناخ العالمي لعام 2023 الصادر عن المنظمة.

وأكد تقرير المنظمة أن عام 2023 كان العام الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل، إذ بلغ المتوسط العالمي لدرجة الحرارة القريبة من السطح 1.45 درجة مئوية (بهامش من عدم اليقين يقل أو يزيد على 0.12 درجة مئوية) فوق خط الأساس في فترة ما قبل الثورة الصناعية. وكانت آخر عشر سنوات هي أحر فترة مسجلة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “إن جميع المؤشرات الرئيسية تدق نواقيس الخطر … فبعض المعدلات لم تحقق أرقاماً قياسية فحسب، بل فاقتها بكثير، والتغيرات تحدث بوتيرة متسارعة”.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليستى ساولو  “لم نكن أبداً قريبين إلى هذا الحد – وإن كان ذلك على أساس مؤقت في الوقت الحالي – من الحد الأدنى البالغ 1.5 درجة مئوية لاتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. ومجتمع المنظمة يعلن حالة الإنذار القصوى للعالم”.

وأضافت  “إن تغير المناخ ينطوي على ما هو أكثر بكثير من درجات الحرارة. فما شهدناه في عام 2023، خاصة مع دفء المحيطات غير المسبوق وتقلص مساحات الأنهار الجليدية وفقدان الجليد البحري في القطب الجنوبي، أمر يثير القلق بشكل خاص”.

وفي يوم عادي في عام 2023، اجتاحت موجة حر بحرية ما يقرب من ثلث المحيطات العالمية، وهو ما أضر بالنظم الإيكولوجية والنظم الغذائية الحيوية وفق التقرير.

ومع  نهاية عام 2023، شهد أكثر من 90 في المائة من المحيطات ظروف موجة حر في مرحلة ما خلال العام.

وشهدت المجموعة العالمية من الأنهار الجليدية المرجعية أكبر خسارة للجليد على الإطلاق (منذ عام 1950)، مدفوعة بالذوبان الشديد في كل من غرب أمريكا الشمالية وأوروبا، وفقاً للبيانات الأولية.

وكانت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية هي الأدنى على الإطلاق، إذ وصل الحد الأقصى للرقعة في نهاية الشتاء إلى أقل من العام القياسي السابق بمليون كيلومتر مربع   أي ما يعادل حجم فرنسا وألمانيا مجتمعتين.

وقالت سيليستى ساولو في هذا الصدد “إن أزمة المناخ هي التحدي الحاسم الذي تواجهه البشرية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بأزمة عدم المساواة – كما يشهد على ذلك تزايد انعدام الأمن الغذائي ونزوح السكان وفقدان التنوع البيولوجي”.

وزاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء العالم بأكثر من الضعف، من 149 مليون شخص قبل جائحة كوفيد-19 إلى 333 مليون شخص في عام 2023 (في 78 بلداً رصدها برنامج الأغذية العالمي). وقد لا يكون الطقس والمناخ المتطرفين هما السبب الجذري في ذلك، لكنهما وفقاً للتقرير عاملان معززان.

واستمرت أخطار الطقس في التسبب في النزوح في عام 2023، وهو ما يوضح إلى أي مدى تقوض الصدمات المناخية القدرة على الصمود وتولد مخاطر حماية جديدة بين السكان الأكثر ضعفاً حسب تقرير المنظمة العالمية للإرصاد الجوية.

ومع ذلك، هناك بصيص من الأمل

وارتقى توليد الطاقة المتجددة، مدفوعاً في المقام الأول بالقوى الدينامية للإشعاع الشمسي والرياح ودورة المياه، إلى طليعة العمل المناخي لقدرته على تحقيق أهداف إزالة الكربون فقد زادت عام 2023 إضافات الطاقة المتجددة بنسبة 50 في المائة تقريباً عن عام 2022، ليصبح المجموع 510 جيغا واط – وهو أعلى معدل مرصود في العقدين الماضيين وفق تقرير المنظمة العالمية.

وسيجتمع هذا الأسبوع، خلال إجتماع كوبنهاغن الوزاري للمناخ في يومَي 21 و22  مارس، قادة المناخ والوزراء من جميع أنحاء العالم لأول مرة منذ الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في دبي للضغط من أجل تسريع العمل المناخي.

وسيكون تعزيز المساهمات المحددة وطنياً للبلدان قبل الموعد النهائي المحدد  في فيفري 2025 على رأس جدول الأعمال، وكذلك تقديم اتفاق طموح بشأن التمويل في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لتحويل الخطط الوطنية إلى عمل.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة الالمية للأرصاد الجوية سيليستى ساولو “إن العمل المناخي مُقوَّض حالياً بسبب نقص القدرة على تقديم واستخدام الخدمات المناخية لإبلاغ الخطط الوطنية للتخفيف والتكيف، لا سيما في البلدان النامية” مضيفة “نحن بحاجة إلى زيادة الدعم للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا لتمكينها من تقديم خدمات المعلومات لضمان أن الجيل القادم من المساهمات المحددة وطنياً يستند إلى العلم”.

وصدر تقرير حالة المناخ العالمي في الوقت المناسب لليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23  مارس وهو يمهد الطريق لحملة جديدة للعمل المناخي من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ستُطلق في 21  مارس. وسيُسترشد بهذا التقرير في المناقشات في اجتماع وزاري للمناخ في كوبنهاغن يومَي 21 و22  مارس.

ويساهم في التقرير عشرات من الخبراء والجهات الشريكة، بمن فيهم منظمات الأمم المتحدة والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمراكز العالمية للبيانات والتحليل، بالإضافة إلى المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية، والمراقبة العالمية للغلاف الجوي، والمراقبة العالمية للغلاف الجليدي، وخدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التي يتولى تشغيلها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسط المدى.

وات

Written by: Rim Hasnaoui



0%