بدت مظاهر الفرحة على قسمات وجه ابتسام الورفلي رغم ما تعانيه من أوجاع عقب ولادتها، الثلاثاء الماضي 17 سبتمبر 2019، خمسة مواليد (4 إناث وذكر واحد) في سابقة تعدّ هي الأولى من نوعها في تاريخ المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، وفق الأطباء الذين باشروا العملية.
وبصوت خافت يكاد لا يسمع تحاول هذه المرأة الممدة على سرير بأحد الغرف في قسم النساء والتوليد بالمستشفى العسكري بتونس، أن تعبر لوسائل الإعلام عن سعادتها الغامرة بنجاتها ومواليدها الذين أنجبتهم في الشهر السابع وسريعا ما تم وضعهم في حاضنات (couveuses) لمساعدتهم على التنفس بشكل اصطناعي.
وتمكنت الوحدات الطبية بمختلف اختصاصاتها بالمستشفى العسكري بتونس من النجاح في إنقاذ هذه المرأة ومواليدها الذين تمسكت بالحمل بهم جميعا دون إسقاط أي أحد منهم رغم أن الأطباء اقترحوا عليها قبل الولادة خفض عددهم إلى ثلاثة حماية لصحتها وصحتهم من أية مضاعفات.
يقول الدكتور رضوان الراشدي رئيس قسم النساء والتوليد لـ(وات) إن ابتسام الورفلي كانت شجاعة بعدما تمسكت بالإبقاء على جميع أجنتها في بطنها رغم المخاطر التي كانت تحدق بها، لافتا في نفس الوقت إلى أن تظافر جهود الأطباء والمبنجين والممرضات والقابلات مكنها من التعافي تدريجيا.
وأكد أن الوضع تم بعملية قيصرية دامت نصف ساعة وهو يعد سابقة فريدة من نوعها في المستشفى العسكري بتونس، مشيرا إلى أن الأطباء بالمستشفى أشرفوا على حالة الأم الحامل الصحية منذ أكثر من شهر تحضيرا لإجراء العملية وذلك بعدما كانت تخضع لإشراف أحد المستشفيات العمومية في البداية.
من جهته قال الدكتور محمد الدوعاجي رئيس قسم طب الولدان بالمستشفى العسكري بتونس إن التوائم الخمسة ما زالوا في منطقة الخطر بينهم اثنان في حالة خطرة بدرجة أكبر ويتم مساعدتهم على التنفس اصطناعيا، موضحا أن الاطمئنان نهائيا على صحتهم يتطلب على الأقل 4 أسابيع أخرى.
وأكد الدوعاجي، الذي ترأس سابقا لجنة التحقيق في وفايات الرضع، بأنه لا يمكن حاليا التكهن بمصير هؤلاء المواليد الذين سُخرت لهم كل الإمكانيات لرعايتهم ومساعدتهم على تجاوز مرحلة الخطر، مشيرا إلى أن وزنهم يتراوح حاليا بين كلغ واحد و1.350 كلغ، فيما يصل وزن المولود العادي إلى أكثر من 3 كلغ.
وحول سبب هذا الحمل الغريب يوضح الدوعاجي إن المرأة كانت تعاني بعد زواجها من عقم لكن جسدها تفاعل بشكل كبير مع أدوية منشطة للبويضات مما جعلها تحمل بخمسة توائم.