زياد العذاري: “لن نتحالف مع من عليهم شبهات فساد ومن يسوّقون لأطروحات فوضوية أو شعبوية”

حذر رئيس قائمة حركة النهضة بدائرة سوسة، زياد العذاري، لدى حضوره اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2019 في برنامج “كلوب إكسبراس”، من صعود التوجه الشعبوي في تونس ومن إمكانية تشكيل برلمان تتعالى فيه الأصوات الشعبوية، مضيفا “فما فرق بين انه نعبروا على عدم رضانا عن سياسات وبين أنه نهدوا البنية الكل”.

وفي سياق متصل أيٌد العذاري، فكرة أن تصويت الشعب التونسي اليوم كان تصويتا عقابيا، مشددا على ضرورة أن يطرح هذا التصويت العقابي بديلاً واقعيٌا.

وأضاف العذاري، “وقت نحبوا نخرجوا من منظومة حكم مُعينة لازم نبدلوها بمنظومة أخرى تتسم بالمعقولية والموضوعية” حسب قوله.

وفي سياق متصل، أشار العذاري، إلى أن أكثر من 65% من التُونسيين صوتوا الى مُرشحين لم يمروا الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بمعنى ان أصواتهم لم تكن مفيدة، مضيفا أن هذا الامر دليل على غضب الملايين من التونسيين، مُنبها في الآن ذاته من تبعات هذا التصويت العقابي على البلاد.

هذا وأكد العذارى تفهم كل الطبقة السياسية لهذا الغضب ولكن ” فما فرق بين إنك تتغشش على قائد الطائرة وبين إنك تكسر قمرة القيادة”، وفق تعبيره.

البرنامج الانتخابي على المستوى الوطني:

أكد زياد العذاري، أن الحزب عمل كثيرا على برنامج الانتخابي بالتعاون مع 100 خبير في مختلف المجالات، حيث سيقوم هذا البرنامج على أربعة محاور رئيسة هي على التوالي؛ السياسات الاقتصادية والسياسات الاجتماعية ورأس المال البشري وأخيرا سيادة الحوكمة وحسن القيادة.

ونوّه الضيف إلى أن الأهمية ليست في صياغة البرامج وبناء التصورات وإنما في آليات تنفيذها. إلى ذلك شدد  العذاري على ضرورة إعادة النظر في منظومة التنفيذ و المنظومة الرقابيٌة عبر تركيز جهاز رقابة من خارج الوزارات مع العمل على تجميع الهياكل الرقابيٌة الكبرى في تونس والتابعة لرئاسة الحكومة وأملاك الدولة والماليٌة، بهدف بناء “جسم رقابي” قوي لمقاومة الفساد ومزيد تحسين مجال الحوكمة.

التحالفات:

وبخصوص وجود نية في التحالف مع بعض الأطراف السياسية الأخرى، أكد العذاري فكرة عدم التحالف مع من “عليهم شبهات فساد ومن يسوّقون لأطروحات فوضوية أو شعبوية”، أما في علاقة بما راج مؤخرا حول إمكانية تحالفهم مع ائتلاف الكرامة أوضح العذاري أنه لا وجود لرؤية واضحة حتى الآن حول هذا الأمر، مضيفا ” أنا شخصيا كنت رديت على تصريحات بعض الشخصيات داخل الإئتلاف بأنها غير مقبولة”.

وفي سياق متصل أكد العذاري أن تحالف النهضة مع النداء ” هو إلي حمى الثورة ومن خلاله قمنا بانتخابات بلدبة، مضيفا “لكن تبقى نقطة الضعف الوحيدة أن هذا التوافق لم يكن ذو مضمون اقتصادي واجتماعي”، وفق قوله.

وبخصوص تصريحات رئيس الحركة في إطار اجتماعه الشعبي بمدينة مدنين، يوم الأحد 29 سبتمبر 2019، حول تحميله المسؤولية الكاملة لما حدث في تونس مؤخرا لحركة نداء تونس باعتباره الحزب  صاحب الأغلبية حينها والرئاسات الثلاثة كانت تحت إشرافه كما أن وزارات السيادة بين يديه”، أشار العذاري إلى أنه “من يقود هو المسؤول وأن مشاركة النهضة كانت ذات صبغة سياسية ولم تكن مشاركة في علاقة بكل جوانب الحكم”، مضيفا أن “منظومة النداء ومع احترامنا للأشخاص سرعان ما دخلت في صراعات و تناقضات وخلافات جوهرية و عميقة هدمت البناء الحزبي و كتلته البرلمانية ولهذا السبب هو من يتحمل المسؤولية”.

الخلافات داخل الحركة:

وفيما يخص الخلافات الحاصلة داخل الحركة، أوضح العذاري أن النهضة كغيرها من الأجسام السياسية الأخرى تحدث فيها خلافات ولكن ربما لم تكن تظهر للعيان مضيفا: “لكن ما هو إيجابي هو أن النهضة في ظل هذه الخلافات قد حافظت على وحدتها ولم نر فيها شقوقا أو أحزابا منبثقة عن الحركة”.

وفي هذا السياق، أشار العذاري إلى أنه وكمثال عن وحدة الحركة فإن “قواعدها وأعضاءها قد اختلفوا في الأول حول تقديم مرشحهم للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها 2019 من داخل أو خارج الحركة إلا أنهم قد استقروا في نهاية الأمر على رأي موحّد”، حسب قوله.

وأضاف العذاري أنهم اتفقوا ايضا على دعم قيس سعيّد في الدور الثاني باعتباره “رجل دولة وقانون يحترم الدستور ومؤسسات الدولة”، وفق قوله.

أما بخصوص موقف الحركة من المترشح الثاني، نبيل القروي، قال العذاري: “رغم اختلافنا مع القروي إلا أننا ندعم تكافؤ الفرص في إطار الإشراف على حملته الانتخابية، كما أن فكرة وجود مرشح للرئاسة في السجن غير طبيعية”، حسب تعبيره.

كلثوم الرحموني