الأخبار

“تشييد سدود جوفية تحت الأرض سيمكن تونس من التصدي للشح المائي”

today08/05/2024 193

Background
share close

أكد المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج سدرية، حكيم القبطني، الأربعاء، ضرورة تشييد سدود جوفية تحت سطح الأرض للحفاظ على مياه الأمطار التي سيتواصل تقلصها في غضون سنة 2025 بنسبة تتراوح بين 14 و25 بالمائة مع ارتفاع في درجات الحرارة.

وفسر القبطني، خلال افتتاح الصالون الدولي للأنشطة والتكنولوجيات المائية “واتر أكسبو”، أن هذه السدود الجوفية ستحدّ من تبخر كميات هامة من مياه الأمطار المتواجدة حاليا في البحيرات الجبلية والسدود السطحية، نظرا لتزايد ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي التصدي لخطر الشح المائي في تونس.

وأوضح أهمية التفاعل السريع مع الواقع المناخي والتسريع في التطبيق الفعلي لبرنامج السدود الجوفية وغيرها من الحلول العلمية التي تمت بلورتها في مراكز بحوث تكنولوجيات المياه وتعميم استخدامها، مشيرا إلى وجود تفاعل مباشر مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في هذا الصدد.

وأبرز ضرورة تنفيذ هذه الحلول العلمية وفق خصائص كل ولاية في تونس على غرار تشييد السدود الجوفية في الشمال لهطول كميات هامة من الأمطار والاعتماد على المياه الجوفية في الوسط والجنوب في حين يتم تركيز محطات تحلية المياه في المناطق القريبة من البحر.

ودعا القبطني، أيضا ، إلى وقف الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والذي يناهز نسبة 75 بالمائة حاليا وفرض فترة استراحة لبعض الموائد المائية واستغلال موائد مائية أخرى كشفت عنها الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية.

ولفت، في السياق ذاته، إلى إمكانية تغذية الموائد المائية التي تشكو ارتفاعا في نسبة الملوحة عن طريق المياه السطحية خلال فترة تهاطل الأمطار.

وأوضح أن مركز بحوث وتكنولوجيات المياه ، يعمل كذلك، على انشاء محطات تطهير للمياه المستعملة تستخدم نباتات خاصة لاستخراج الملوثات الموجودة في هذه المياه والحصول على مياه معالجة بطريقة تعادل المعالجة الثلاثية بأقل كلفة طاقية ثم استخدامها في المجال الفلاحي.

وأشار إلى أن استغلال مياه محطات التطهير لا يتجاوز 8 بالمائة رغم أن الكميات تناهز 300 مليون متر مكعب، أي ما يعادل ثلث إيرادات السدود، مضيفا أن هذه المياه المعالجة تستعمل في ملاعب الصولجان أو توجه نحو الأودية والسباخ والبحار.

ولفت إلى انطلاق المركز في تطبيق هذه التجربة ضمن مشاريع فلاحية لإثبات نجاعتها وتعميمها ، مرجحا أن تبلغ كميات المياه المعالجة 6ر0 مليار متر مكعب سنة 2050 لتضاهي كميات مياه الأمطار المتوقع تجميعها في السدود.

وشدد القبطني، على ضرورة بلورة كل هذه الحلول العلمية والتقنيات والدراسات المذكورة وعرضها في قمة المناخ القادمة للبحث عن التمويلات اللازمة لتنفيذها والدفاع عن مكانة تونس في مرحلة التأقلم مع التغيرات المناخية.

يذكر أن الصالون الدولي للأنشطة والتكنولوجيات المائية “واتر أكسبو”، ينتظم يومي 8 و9 ماي 2024، بمقر منظمة الأعراف، ببادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

ويضم صالون “واتر أكسبو”، الذي يعقد في دورته الرابعة، حوالي 30 عارضا من جمعيات ومنظمات عالمية وشركات عمومية وخاصة مختصة في قطاع الماء. ويشمل عدة ورشات ينظمها مركز بحوث وتكنولوجيات المياه قصد تسليط الضوء على دور التكنولوجيات الحديثة في استعمال الموارد المائية وتوظيفها لتحقيق الأمن المائي.

Written by: Souhaila Somai



0%