Express Radio Le programme encours
أكّد الخبير في المناخ حمدي حشاد، أن للتغيرات المناخية تأثير كبير على الاقتصاد، مشيرا إلى أن التقرير الأخير للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات أظهر أن نسبة كلفة “التضخم المناخي” على ميزانية تونس هي 0.9 بالمائة ومن المتوقع أن تصل إلى 1.4 العام القادم.
وقال حمدي حشاد، لدى تدخله في برنامج “اكسبراسو” اليوم الثلاثاء 18 جوان 2024، إنه تم تسجيل رقم قياسي عال في درجات الحرارة خلال الثلاثة أيام الفارطة من شهر جوان مقارنة بالمعدلات العادية لنفس الفترة وهو 16.8 درجة، مضيفا أنه خلال الأسبوع الأول من شهر جوان 2023، تم تسجيل درجات حرارة لم يقع تسجيلها منذ 125 ألف سنة وهو 17.23 درجة.
وحذّر حشاد من خطورة الأنشطة الاقتصادية التي تحدث في الهواء الطلق على الصحة بالنظر لارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تداعياتها على الفئات الهشة والتي قد تتسببب في تسجيل حالات وفيات.
وتحدث حمدي حشاد عن التعايش مع التغيرات المناخية أو ما يعرف بـ”المرونة المناخية”، مبرزا وجود مجموعة من الاجراءات الاستعجالية التي يجب أن تتخذها الدولة للتكيف مع هذه الوضعية.
اجراءات للحد من تأثيرات التغيرات المناخية
وتتمثل هذه الاجراءات وفقا لحشاد في مراجعة الأولويات الاقتصادية والتوجهات الفلاحية على اعتبار أن 80 بالمائة من الموارد المائية متجهة للقطاع الفلاحي، داعيا إلى ضرورة إعادة هيكلة الخارطة الفلاحية وتجنب سوء التصرف وسوء الحوكمة.
ولفت في هذا السياق إلى أن العديد من المحاصيل الزراعية تتلف بمفعول ارتفاع الحرارة مثل الخضر والغلال.
وتطرق إلى توجه الدولة لتحلية مياه البحر، معتبرا أنه خيار أملته الضرورة لكن له تكلفة طاقية مرتفعة وبيئية مضرة جدا، ولا بد من إيجاد الحلول لكي يكون هذا التوجه أقل ضررا للبيئة واستهلاكا للطاقة.
ومن الإجراءات الأخرى أيضا، التوجه أكثر نحو الاستهلاك الايكولوجي، من خلال استهلاك المنتجات المحلية والتي تكون في موسمها وتجنب قدر المستطاع المنتوجات المغلفة التي تصبح لاحقا فضلات وتلوث الطبيعة، داعيا في هذا السياق إلى ضروة تبني عقلية استهلاكية تراعي الموارد المائية والطاقة.
كما شدد على ضرورة التوجه نحو الطاقات المتجددة ذات البصمة الكربونية المنخفضة جدا.
وأكّد حمدي حشاد ضرورة الاستثمار بكثافة في التجشير الحضري من خلال إحداث أحزمة خضراء تخفّض من شدة درجات الحرارة وتصبح بمثابة مكيف كبير وهو توجه العديد من المدن الأوربية.
Written by: Marwa Dridi