الأخبار

الكسراوي: “الصين شريك استراتيجي ويجب العمل على هذه القطاعات..”

today23/08/2024 55

Background
share close

أكد وليد الكسراوي مستشار في العلاقات الإقتصادية العالمية، اليوم الجمعة 23 أوت 2024، أن السياسة الإقتصادية لأي دولة تُبنى من خلال شركات مع بقية الدول ومدى الإستفادة منها.

تغيّر الخارطة الإقتصادية في العالم 

ولفت لدى تدخله ببرنامج “Le Grand Express” أن الإتحاد الأوروبي شريك تونس منذ الستينات مع محافظة الحكومات المتعاقبة على هذا الشريك، مشيرا إلى وجود أكثر من 3000 مؤسسة منتصبة في تونس تُشغل حوالي 30 ألف يد عاملة.

وأشار الكسراوي إلى أن الخارطة الاقتصادية في العالم تغيرت، وظهرت منذ 3 عقود قوى صناعية جديدة مثل تركيا البرازيل والهند..مقابل تراجع قوى صناعية أخرى كالإتحاد الأوروبي..وفق قوله.

وقال ضيف البرنامج، “في خضم هذه التغيرات هناك دولة تعمل في صمت وبخطى ثابته وهي الصين التي في ظرف 3 عقود أصبح اقتصادها من أكبر الإقتصاديات في العالم…”

وبالنسبة لتونس، أكد المستشار في العلاقات الدولية أن كل المؤشرات الاقتصادية بعد الثورة تراجعت دون استثناء، لكن هناك بعض التغييرات مع مطلع سنة 2024 التي تُعتبر نقطة الإنطلاق لتونس على حدّ تعبيره.

وأوضّح في ذات السياق، أن هذه الإنطلاقة تتجسد من خلال المفاوضات مع الشريك التركي مع مطلع السنة الحالية ومحاولة إعادة هيكلة العلاقة مع تركيا باعتبارها تُسجل 4 أكبر عجز تجاري لتونس، إضافة إلى الزيارة التي أداها رئيس الدولة إلى الصين في شهر ماي الماضي.

تدعيم الشراكة الصينية التونسية

واعتبر وليد الكسراوي، أن الطرف الصيني لديه الرغبة في التعاون وتعزيز الشراكة مع تونس، لافتا إلى أن نصف عجز الميزان التجاري التونسي خلال سنة 2023، كان مع الصين، ويمكن العمل على تقليصه من خلال وضع سياسة اقتصادية واضحة مع الشريك الصيني ودراسة امكانية التعاون معه في عدة مجالات كالسياحة والفسفاط وانجاز المشاريع..

وشدد الكسراوي، على أن تونس وجهة سياحية بإمتياز
ويمكن التسويق لها ولمنتوجاتها  من خلال التركيز على السوق الصينية واستقطاب السياح الصينيين، لافتا إلى أن 90% من الشعب الصيني لا يعلم أين تقع تونس على حدّ تعبيره.

ودعا المتحدث إلى ضرورة  توسعة مطار تونس قرطاج والقيام برحلات مباشرة مع الصين، مطالبا الديبلوماسية الإقتصادية بالتحرك والتعريف بتونس ومنتوجها والعمل على جلب السائح الصيني.

كما أكد المستشار في العلاقات الإقتصادية العالمية، العمل على مضاعفة انتاج الفسفاط، من خلال شراكة صينية والاستفادة من خبراتها  التكنولوجية في استخراج هذه المادة وطريقة تحويلها.

ووفق الأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة الصناعة فإن الإنتاج الفسفاط  خلال السداسي الأول قدر بـ1.75 مليون طن مسجلا بذلك تطورا نسبيا مقارنة بسنة 2023 حيث كان في حدود 1.41 مليون طن خلال نفس الفترة ولم يصل الإنتاج على كامل السنة إلى 3 مليون طن.

كما شدد المستشار، على ضرورة العمل على استقطاب الشركات الصنية عبر القطرية في تونس مع ضرورة توفير كل التشجيعات والحوافز لفائدتها الأمر الذي من شأنه أن يطور الصناعة التونسية، ويخفض من العجز الميزان التجاري وفق قوله.

كما أكد محدثنا، أن  العمل على انجاز المشاريع الكبرى التي من شأنها النهوض بالإقتصاد الوطني، قائلا ” 90% من الحل لتحريك عجلة النمو ليست الإصلاحات الهيكيلة، بل انجاز المشاريع الضخمة والموقع الجغرافي لتونس يسمح باستقطاب كبرى المشاريع في العالم، كالمطارات والموانىء.. ”

وخلص وليد الكسراوي إلى أن الحلول لا تكون عن طريق المشاركة في المنتديات والملتقيات بل عن طريق علاقات ومفاوضات ثنائية تكون في إطار واضح، مشيرا إلى أن الصين هي أكثر دولة تقدم التمويلات للدول الإفريقية.

وللإشارة فقد ارتفعت التجارة بين الصين وأفريقيا إلى 167 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية. وبلغت الصادرات الصينية إلى دول هذه القارة خلال تلك الفترة 97 مليار دولار حسب ما أورد موقع أفريكا ريبورت، بينما سجل المصدرون الأفارقة مبيعات بقيمة 69 مليار دولار.

 

Written by: Rim Hasnaoui



0%