الأخبار

ماركات مشهورة لسيارت عالمية عريقة تستعيد عافيتها في تونس وتصدّر إلى حرفاء في ألمانيا

today23/02/2020 9

Background
share close

“مرسيدس”، “جاغوار”، “بورش”، “بنتلي”، “بويك الامريكية”، “بي ام دوبل في وام جي البريطانية”، هذه الانواع العالمية من السيارات، وأنواع أخرى كلاسيكية وعريقة، اسماؤها متداولة بين الطبقات الراقية ولدى المولعين بمثل هذه الاصناف من السيارات ذات القيمة الاعتبارية والمادية الكبرى، هي التي تشتغل عليها وحدة صناعية، انتصبت مند سنة 2017 بفضاء الانشطة الاقتصادية بجرجيس، واختارت التخصص في إعادة صياغة السيارات الكلاسيكية من الماركات العالمية الراقية وذات الرمزية العالية، وتصديرها نحو المانيا .

على مساحة 1270 متر مربع، هو حجم الوحدة الصناعية لاعادة صياغة السيارات الكلاسيكية بفضاء الانشطة الاقتصادية بجرجيس، تناثرت هنا وهناك، هياكل سيارات قديمة في وضعية مهترئة ومتردية، تبدو للوهلة الاولى في وضع إتلاف، حتى أنه يصعب جدا التعرف على نوعها، ولكن، وبفضل مجهود بشري كبير فيه الكثير من الصنعة والابداع، تغادر هذه الهياكل المهترئة الورشة وقد استعادت شكلها ورونقها الاول الذي كانت عليه عندما صنعت منذ عقود طويلة، واكتسبت من جديد قيمتها المادية المرتفعة، وعاد لها شكلها الانيق، ما يجعل منها سيارات فاخرة يتم التسابق على اقتنائها وعلى متعة قيادتها.

يقول صاحب المشروع الشاب سويح مراد أن عملية إعادة صياغة كل سيارة تستغرق مدة تتراوح بين 3 و 7 اشهر بحسب وضعيتها وحالتها، إن هي متردية جدا او متوسطة عند الدخول الى الورشة. حال دخول السيارة إلى الورشة يقوم فريق عمل يشتغل بهذه الوحدة في عدة اختصاصات دقيقة تشمل الميكانيك واللحام بالتدخل في كل جزئياتها وتركيبتها من الهيكل إلى المحرك إلى جانب كل المكونات الاخرى دون نسيان الدهن والطلاء إلى أن تخرج العربة في شكل جميل تستعيد معه رونقها الاصلي ويعود لها شبابها وألقها.

استطاع هذا المشروع منذ انطلاقته أن يصدر 15 سيارة نحو شركتين تعاقد معهما، ولم يتمكن صاحب المشروع سوى في مناسبة وحيدة من التصدير انطلاقا من الميناء التجاري بجرجيس لغياب خط تجاري بحري، وهو ما يضطره إلى التصدير عبر ميناءي صفاقس او رادس ما يكبده مصاريف إضافية، وفق تأكيده

وستنطلق هذه الوحدة، بداية من شهر مارس المقبل، في اعتماد نظام العمل عبر السلسلة باقتناء معدات جديدة وتعزيز مواردها البشرية الى نحو 50 عامل، وهو ما من شانه أن يرفع من طاقة إنتاجها إلى 50 بالمائة، ويتوقع لذلك أن يتم إعادة صياغة وتصدير 60 سيارة في السنة. وقد أكد سويح مراد أن الطلبات موجودة والسوق واعدة وقادرة على استيعاب أكبر عدد من هذه النوعية من السيارات الكلاسيكية، إلا أن عدم توفر اليد العاملة يشكل عقبة تمنعه من إبرام عقد مع شركة عالمية ثالثة، كما دفعته إلى رفض حرفاء اخرين تخوفا من عدم قدرته على تلبية حاجياتهم المقدرة ب6 سيارات في اليوم.

لم تكن انطلاقة هذا الشاب الذي غادر بلد المهجر المانيا ليستثمر في بلاده سهلة، بل واجهته مصاعب وعثرات كثيرة استطاع جاهدا أن يتجاوزها، لكن الضريبة كانت إهدار سنوات من الجهد، واستنفاذ نصف رأس ماله، حسب قوله، فقد ارهقته ما اسماه بالفوضى الادارية والبيروقراطية المقيتة، وسرقة معدات استوردها لانطلاقة العمل من حاويات بميناء رادس، ولم ينصفه القضاء الى هذه السنة، وهو ما أجبره على اقتناء معدات اخرى، والسير نحو تحقيق مشروع اراده ان يكون في بلده وفي فضاء الانشطة الاقتصادية بجرجيس الذي يعتبره من أفضل المناطق للاستثمار لما يتوفر به من بنية تحتية جاذبة.

تجربة المستثمر سويح مراد، بكل العثرات التي واجهتها، تظل مثالا للعزيمة وللاجتهاد والدفاع عن المشروع الي حين تحقيق الهدف والمضي الى الامام، وهي رسالة وجهها بكل تفاؤل وأمل إلى كل باعث شاب، مع الاعراب على الامل في توفر مناخ افضل للعمل، يكون أكثر جاذبية للاستثمار، تدعمه إدارة تونسية مركزية تشجع ولا تحبط العزائم، وميناء تجاري نشيط يسهل التصدير نحو البلدان الاجنبية التي تتعامل مع تونس.

وات

Written by: Asma Mouaddeb



0%