توفيق المديني: كان هناك توافق إقليميّ ودوليّ بالتخلي عن الأسد وترك المجال له للخروج سلميّا

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المقيم بدمشق توفيق المديني، أن ماحدث في سوريا من سقوط لنظام بشار الأسد كان متوقعا، لكن ما مثل عنصر المفاجأ بشكل واضح، هو تصرف الجيش السوري الذي خير عدم مقاتلة الجماعات المسلحة التي كانت تهاجم وتسيطر على المدن السورية.

وقال توفيق المديني، في برنامج GéoExpress، اليوم الأحد 08 ديسمبر 2024، إن الجيش اختار عدم اللجوء للعنف وبالتالي تخلى كليا عن مساندة نظام الرئيس بشار الأسد.

ولفت المديني إلى أن هناك موضوعا مهما لم يتحدث عنه الكثير وهو اجتماع الدوحة بين أطراف من دول عربية على غرار السعودية ومصر بشأن سوريا، معتقدا أن هناك توافقا اقليميّا ودوليّا بالتخلي عن نظام بشار الأسد وترك المجال مفتوحا له للخروج من السلطة بطريقة سلمية.

وبين توفيق المديني أن سوريا الآن بين خيارين لا ثالث لهما، أحدهما هو المرور إلى مرحلة انتقالية تكون محكومة بشخصيات سورية كانت منشقة عن النظام لا سيما رئيس الحكومة السابق رياض حجاب والضابط في الجيش السوري مناف طلاس، وهي شخصيات مرجحة لقيادة هذه المرحلة عربيا ودوليا.

وبشأن شخصية قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أحمد الشرع، قال توفيق المديني: “لا أتصور بأن هناك اجماعا حول شخصية الشرع فالميدان ليس الوحيد الذي يحكم سوريا فبحكم الجغرافيا السياسية سوريا محكومة بأطراف اقليمية ودولية بمعنى أن السوريون ليسوا أحرار بتحديد من يحكمهم في الوقت الحاضر”.

وتابع في ذات السياق: “هناك إملاءات دولية تتحكم في المشهد السياسي والعسكري السوري ونحن رأينا بأن الجميع إلتزم بما اتفقت عليه هذه الأطراف حقنا للدماء وعدم اللّجوء للعنف”.

وكانت فصائل من المعارضة السورية قد أعلنت اليوم الأحد في بيان مقتضب على التلفزيون الرسمي “تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد”، بعد دخول قواتها المسلحة إلى دمشق وهروب الأسد إلى جهة غير معروفة.