الأخبار

“التسويات الدولية أدت إلى تقسيم المنطقة .. والحدود لا تزال متحركة”

today09/12/2024 106 6

Background
share close

قال الباحث وأستاذ التاريخ المعاصر نور الدين الدقي اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، إن سوريا والعراق وأجزاء كبيرة من المنطقة العربية الشرقية كانت تحت سلطة الخلافة العثمانية التي انهزمت في نهاية الحرب العالمية الأولى، مضيفا “القومية العربية ظهرت في أواخر القرن 19 وكانت تنادي في البداية بإعلاء شأن العرب الذين كانوا في مرتبة ثانية بعد الأتراك، ما دفعهم إلى التحالف مع الإنجليز…..”.

وأبرز أنه كان هناك تفكير في تركيز دولة عربية تمتد على كامل بلاد الشام وجزء من بلاد الحجاز، والتسويات والتفاهمات التي تمت لاحقا دوليا كانت على حساب العرب، والتي بدأت سنة 1916.. وإثر نهاية الحرب العالمية أصبحت كل المناطق تحت إشرفا المنتصرين في الحرب هي بريطانيا وفرنسا حيث قاما بتقسيمها: سوريا لفرنسا في إطار الانتداب، وقامت بريطانيا بتقسيم الحدود الدولية من جديد وخلقوا إمارة شرق الأردن، وفي المقابل حصلت فرنسا على سوريا ولبنان..

وأضاف “الخرائط والحدود متحركة، وقبل الحرب العالمية الثانية كانت فرنسا وبريطانيا في حاجة إلى حياد تركي … الشام هي سوريا الكبرى والمناطق التي تم اقتطاعها بما في ذلك فلسطين .. والتسويات الدولية أدت إلى تقسيم المنطقة والحدود لا تزال متحركة اليوم”.

وأردف “نتنياهو انتشى بما حدث في دمشق حيث حل بالجولان وأمر الجيش الإسرائيلي باحتلال جبل الشيخ، كما استرجع القنيطرة، وتم احتلال المناطق الحدودية”، متوقعا أن تتحرك الحدود قريبا.

وقال محدثنا “سوريا ليست دولة كبيرة ولكنها ليست دولة هامشية وإنما مركزية في الصراع العربي الإسرائيلي، والتنويع في تركيبة السوريين يجعل الحكم ليس سهلا، حيث أن الأقلية استحوذت على الثروات وانتشر في الفساد”، مبينا أن فكرة الفيدرالية مطروحة بقوة لأنها تخدم الأجندات الأجنبية منها الدول الصغيرة والكبرى، من ذلك تركيا المستفيدة والراغبة في تصفية وضعية الأكراد على الحدود.

وأضاف “حوالي 3 ملايين من اللاجئين السوريين موجودين في تركيا ويمثلون عبئا  عليها وتريد التخلص منهم لذلك قامت بتدريب وتسليح وتمويل جبهة النصرة المتفرعة عن القاعدة والمصنفة دوليا منظمة إرهابية” على حد قوله.

ولفت إلى أن عديد الدول التي تضم اختلافات تعيش في سلام ودون إشكاليات لأنها تعتمد أساسا على المواطنة من ذلك سويسرا وبلجيكا، معتبرا أن الأمر يعد معقدا نوعا ما في الشرق الأوسط..

وبيّن أن منطقة الشرق الأوسط تزخر بالخيرات، وفي المقابل يشهد حروب وصراعات وعدة إشكاليات وهي ما توفر بالنسبة لأمريكا فرصة للتحول إلى شرق مزدهر في حال تمت تسوية القضية الفلسطينية وإجراء تفاهمات مع إسرائيل.

وأضاف “إيران هي الخاسر الأكبر في ظل التغيير الحاصل في سوريا، وأيضا روسيا تعد خاسرة وكذلك حزب الله، والعراق جزئيا، وفي المقابل الرابحون هم تركيا وقطر وإسرائيل، وبشار الأسد يعد مزعجا وهو وراء إغتيالات كبيرة منها اغتيال رفيق الحريري وبشير جميل…”.

وبيّن أنه يجب الانتظار لاكتشاف النتائج، مبينا أن الصين تراقب ما سيحدث بحذر، واهتمامها بالشرق الأوسط هو بشكل أقل، مضيفا “بشار الأسد كان على رأس دولة غير قابلة للحياة وخطيئته الكبرى هي أنه لم يفهم أن هناك فترة تسمى نهاية التاريخ” على حد تعبيره.

 

 

 

Written by: waed



0%