Express Radio Le programme encours
اعتبر الخبير في مجال الطفولة والأسرة إبراهيم الرياحي ، اليوم الخميس، أن البروتوكول الصحي المخصص لمحاضن ورياض الأطفال الذي أصدرته وزارة المرأة والاسرة والطفولة شامل ولكنه عقيم على المستوى التطبيقي.
وشدد الخبير، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، على أن تطبيق هذا البروتوكول الذي لم يتم فيه الاستئناس برأي الشركاء والبيداغوجيين التربويين وتشريكهم في ضبطه، من شأنه أن يسلط ضغطا كبيرا على الطفل وعلى الأولياء وبالتالي على الأسرة إضافة الى الضغط المسلط على أصحاب المحاضن و رياض الأطفال و العاملين بها.
ولفت الخبير الى ان هذا البروتوكول لم يراع خصائص الطفل وحاجياته النفسية، مؤكدا أن تسليط رقابة لصيقة على الطفل وإعادة تذكيره باحترام التباعد الجسدي بينه وبين أقرانه على امتداد أكثر من ثماني ساعات على الأقل أمر يؤثر عميقا على نفسية الطفل ولا يشبع رغباته الفطرية في التواصل مع غيره ومع الأشياء كما أنه غير قابل للتنفيذ لنقص عدد الاطار التربوي.
وأضاف الخبير أن البروتوكول الصحي الذي ينص على قيس درجة حرارة الطفل باعتماد المحرار صباح كل يوم عند ولوجه الى الروضة أوالمحضنة أمر يعكر صفوه ويؤثر سلبا على مزاجه وقد يجعله ينفر من الرجوع الى ذلك المكان.
وأضاف الخبير أن قرار توقف أنشطة المحاضن ورياض الأطفال على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال مع ابقائها مفتوحة لتمكين الأولياء المتأخرين في الوصول اليها لاصطحاب أبنائهم، أمر يشكل ضغطا نفسيا كبيرا على الاباء خاصة وأن عدد هام منهم يغادرون عملهم على الساعة السادسة والنصف مساء.
ومن جهة أخرى أكد الخبير أن تطبيق هذا البروتوكول الصحي سيثقل كاهل أصحاب المحاضن ورياض الأطفال حيث أن مداخيلهم ستشهد تراجعا بسبب الاقتصار على قبول 50 بالمائة من طاقة استعاب هذه المؤسسات، من ناحية، وبسبب عجزهم على سداد أجور الاطار التربوي الذي من المفروض أن يتضاعف عدده للتمكن من القيام بالأعمال الاضافية التي يفرضها البروتوكول الصحي، من ناحية أخرى.
وأضاف الرياحي أن البلديات المطالبة بتعقيم جميع المحاضن والروضات مرتين في الأسبوع حسب ما نص عليه البروتوكول الصحي أمر غير قابل للتنفيذ ولا يخلو من التعجيز باعتبار العدد الكبير لهذه المؤسسات وبسبب كثرة المسؤوليات الأخرى للبلديات ،قائلا: “في هذه الحالة ستضطر هذه المؤسسات الى القيام بعمليات التعقيم بمفردها وتحمل مصاريفها على عاتقها أيضا.”
وأكد أنه بسبب خوف المحاضن و رياض الاطفال من التعرض الى الإفلاس ،من ناحية ، ومن عدم قدرتها على تنفيذ ما ورد في البروتوكول الصحي “التعجيزي” ، من ناحية أخرى، خيرت العديد من هذه المؤسسات عدم استئناف نشاطها .
يشار الى أن مؤسسات الطفولة استأنفت نشاطها يوم 25 ماي الجاري وذلك طبقا للبروتكول الصحي الخاص برياض ومحاضن الأطفال الذي وضعته وزارة المرأة على أن لاتستقبل مؤسسات الطفولة أكثر من 50 بالمائة من طاقة استيعابها توقيا من عدوى فيروس “كورونا” ، وفق ما أكدته مديرة الطب الجامعي والمدرسي أحلام قزارة، في تصريح سابق لـ”وات”.
واوضحت مديرة الطب المدرسي والجامعي، أن استئناف أنشطة رياض ومحاضن الاطفال بتدابير صحية مشددة يهدف إلى حماية الأطفال من مخاطر العدوى بفيروس كورونا. وأشارت الى ان الاستئناف بنسبة 50 بالمائة في طاقة استيعاب هذه المؤسسات قد يرتفع تدريجيا الى نسب أعلى تبعا لتحسن الوضع الصحي في البلاد.
ويأتي تصريح مديرة الطب المدرسي والجامعي غداة قرار مؤسسات الطفولة المبكرة رجوعها للنشاط بعد عيد الفطر وكذلك اثر اصدار وزارة الصحة لثلاثة بروتوكولات للتوقي من الفيروس التاجي في قطاعات التعليم العالي والتربية والطفولة. وتنص البروتكولات على اتخاذ اجراءات للتوقي من كورونا في وقت تواصل فيه السلطات الصحية في تونس التحكم في مرض كورونا المستجد.
وات
Written by: PulpGround