الأخبار

محمد الكيلاني: لا يمكن مضاهاة القوى المحافظة إذا كنّا شتاتا.. ولا بدّ من قوّة تعادلهم ميدانيّا

today29/12/2020 5

Background
share close

أكّد محمد الكيلاني الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليوم 29 ديسمبر 2020 لدى حضوره برنامج كلوب إكسبراس أنّنا نمرّ بمرحلة مخاض عسيرة جدا، ستدوم لأنّ أزمة اليسار على المستوى العالمي جوهرية بنيوية لا فقط في الفكر، وإنّما في الممارسة والسياسة ومجموع المشروع اليساري والاشتراكي وفق قوله.

وتابع الكيلاني: “نحن نمرّ بمرحلة إعادة تجديد الذات، وهي الذات الإيديولوجية الثقافية، وذات المرجعيات، عبر العودة بالمراجعة والتقييم لانتقاء ما يخدم روح العصر”.

وأضاف الكيلاني: “لا نتحدّث عن يسار واحد بل يسارات.. وهناك من التيارات اليسارية ظلّت موجودة إلى اليوم دون الخروج من إطارها رغم قدمها، بينما يتطلّب الواقع تجديد المشروع برمته كي يصبح عنده قابلية لدى الناس” وفق قوله.

الجيل الجديد من اليسار لا بديل لديهم

وأشار الكيلاني أنّه اليسار لا مشروع لديه الآن على النطاق العالمي، قائلا بخصوص الجيل الجديد من اليسار إنّه لم يشرع في تقييم التجربة السابقة ولم يطرح هذا على بساط البحث، وهو حتى وإن كان يطمج للتجديد لا يجد ذلك ميدانيا وواقعيا، وهنا تأتي مسؤوليات الجماعات والقادة على حد تعبيره.

وأضاف الكيلاني: “شباب اليوم في ثورته على القادة لا بديل لديهم، تعوّدنا على الاحتجاج ومعارضة الحاكم لسنوات، لكن التباعد بين اليسار مردّه أن أناسا تعودت بمنطق الثورة ولم تتعود بمنطق الإصلاح والمصلحين، فهم لا يصحلون من الداخل بل يريدون إلقاء القنابل من الخارج”.

لا بدّ من قوّة قادرة أن تعادل القوى المحافظة ميدانيا

وأوضح الكيلاني أنّ الخلط بين اليمين واليسار هو الهجين، لأنّ بينهما تباعد اجتماعي بين الطبقات، ملاحظا أنّ اليسار يتبنّي مشروعا لإعادة توزيع الثروة بطريقة مغايرة، لكن الشعب ليس صاحب معرفة مجرّبة هو فقط يعرف الملموس وما يراه ويشبّه نفسه بالشيء القائم أمامه حسب رأيه.

وأبرز الكيلاني أنّ اليمين المحافظ متشكّل كقوة، وفي الجهة المقابلة اليسار والليبرالية الاجتماعية مفتتة ومشتتة، وتجمّعت فقط مع الباجي قائد السبسي، ولهذا فالشعب لا يمكن أن يصوّت لكتلة وهميّة، فهو يرغب في رؤية كتلة موحّدة” وفق قوله.

وقال الكيلاني: الطلب الملحّ اليوم بالنسبة للوضع الراهن هو إنقاذها من مخاطر استبداد الإسلام السياسي والقوى العائدة من المنظومة القديمة، وهو ما يتطلب جبهة جمهورية بين القوى الليبرالية الاجتماعية والديمقراطية وبين اليسار كي يشكّلوا قوّة، إذ لا يمكن مضاهاة القوى المحافظة إذا كنّا شتاتا، ولا بدّ من قوّة قادرة أن تعادل القوى المحافظة ميدانيا” وفق تعبيره.

وذكر الكيلاني بأنّ الجبهة الشعبية انطلقت منغلقة، “ولهذا لم نقبل الدخول معها لأنها إعادة وتكرار للتجارب القديمة.. وفي الخلاف الذي فكّك الجبهة الشعبية، الحق كان إلى جانب الوطد الموحّد لأن حزب العمال أخذ فرصته في الدور الأول ورشّح حمة الهمامي” حسب رأيه.

Written by: Asma Mouaddeb



0%