Express Radio Le programme encours
وقال بلقاسم بن عبد الله العضو السابق باللجنة المركزية لحزب العمال لدى حضوره في برنامج حديث الساعة، إن المجموعة المستقيلة ستحاول مواصلة نضالها، وأشار إلى أن الممارسة الديمقراطية صلب الحزب التي تحيل إلى هيمنة رأي الأغلبية على حساب الأقلية تتسبب في منعرجات ومحطات معينة في انعدام جدية الحوار والنقاش المطروح صلب هياكل الحزب وتكريس بيروقراطية الأغلبية، على حساب أقلية مجبرة فقط على الانصياع.
وأشار إلى أن بيان حزب العمال التوضيحي بشأن الإستقالة مؤسف، خاصة وأنه وصف مناضلي الحزب بـ “الأشخاص” بعدما بذلوه من جهد نضالي في مسيرة حزب العمال وذلك لمجرد أنهم اختاروا المضي في طريق جديد والخروج من الحزب.
وأوضح أن الإستقالة لم تكن أبدا من أجل تشتيت وتخريب الحزب، وهي ليست متعلقة بفرد أو إثنين وإنما بجملة من الإطارات الحزبية الحقيقية، وأشار إلى أن حزب العمال يعاني من مشاكل تنظيمية وأخرى ذات طابع سياسي، وشدد على محاولات الإصلاح من الداخل، واختيار مجموعة من القياديين مواصلة هذا المسار دون مجموعة أخرى اختارت الخروج من الحزب.
واعتبر أن الخطير هذه المرة هو المسار التخريبي من جهة البروقراطية ونهج التصفية لكل القياديين والأعضاء الذين يحملون فكرا مغايرا للقيادة التاريخية للحزب.
وقال إن الحزب انتقل في فترة ما من حزب ثورة إلى حزب انتخابات، ونسي المهام الثورية وهموم الشعب، وأكد أن إصرار الحزب على المشاركة في الانتخابات وترشيح رئيسه حمة الهمامي للاستحقاق الرئاسي كان له نتائج عكسية على الحزب.
وأفاد بأن الشخصنة غير مطروحة في الصراع السياسي الأخير، وبأن فشل تجربة الجبهة الشعبية أثرت على أوساط داخل حزب العمل، لأنها خلقت نوعا من الحلم في فترة ما.
وأشار إلى أن البيان التوضيحي لحزب العمال فيه تقزيم وتشويه لمناضلي الحزب، بعد حديثه عن أوساط مشبوهة ورجعية وعلاقات مشبوهة تهدف لضرب الحزب من الداخل، إضافة إلى تشويه لوائل نوار المناضل في الحزب.
واعتبر أن هناك نوع من الإجرام في العمل السياسي، وقال إن الادعاء بأن من خرجوا من الحزب ليسوا أعضاء فيه، ليس صحيحا وإنه كان عضو لجنة مركزية إلى حدود يوم 7 أفريل.
كما أشار إلى ضرورة إكمال مسار النضال المنظم، والمقاومة في ظل تردي الأوضاع المعيشية في البلاد وتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي.
واستبعد بلقاسم بن عبد الله تماما أن يكون سبب الإستقالة هو طريقة إدارة حمة الهمامي لشؤون الحزب، وأكد أن المسألة ليست مشخصنة وليست شخصية ولكن جهاز الحزب أصبح بيروقراطيا، ويتجه نحو تجميد وطرد المختلفين في الرأي مع الأغلبية.
وأشار ضيف برنامج حديث الساعة إلى أن البيروقراطية تعتبر نفسها مستهدفة في مصالحها وفي مواقعها، وعبّر عن أمله في مواصلة حزب العمال مساره النضالي، وأضاف أن الاستقالة الجماية استبقت ما يسميها الحزب عملية التطهير من الداخل.
كما أكد أن جانب الحريات مهدد في ظل حكم قيس سعيد، وأن هناك عملية تدمير ممنهجة للبلاد تستدعي بحث اليسار على الأدنى المشترك.
وأشار إلى أنه لا يوجد اختلاف في اعتبار أن ما قام به رئيس الجمهورية قيس سعيد انقلاب على المسار الثوري، وخلّف إنقاذ الرئيس للمنظومة السابقة.
وقال إن الاختلاف داخل حزب العمال كان حول طريقة التسويق لموقف الحزب الذي يشدد على أنه لا رجوع قبل 25 جويلية، وقال إن ما ظهر من تشابه بين موقف حزب العمال وحركة النهضة أحدث حالة من القلق صلب حزب العمال.
وأوضح أن ظهور الحزب في موقف المدافع على دستور 2014، تسبب في حالة من القلق في صفوف قيادي حزب العمال المستقيلين مؤخرا على الأقل.
واعتبر أن رئيس الجمهورية يواصل نفس النهج الذي استعملته النهضة، والسطو على الثورة التونسية ومحاولة صياغة دستور خاص بما تفكر فيه الجهة الحاكمة وليس ما يفكر فيه الشعب التونسي.
وأشار إلى وجود مشكل الزعامتية واختلافات سياسية أخرى تقف حائلا دون تجميع مكونات اليسار التونسي، الذي يكتفي حاليا بالتنسيق في نقاط إلتقاء معينة، واعتبر أن اليسار في تونس يسارات، والتهديد بزوال اليسار سيبقى السبب الوحيد لتجميع الفرقاء حول ماهو مشترك.
Written by: Asma Mouaddeb