الهايكا تُطالب بتوضيحات حول إيقاف نور الدين بوطار وتوجه رسالة للصحفيين

شددت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “الهايكا” على ضرورة اعتماد أقصى درجات الشفافية في التعاطي مع الملفات المتعلقة بممارسة العمل الصحفي، وذلك على إثر التطورات الأخيرة في قطاع الإعلام والمتمثلة في إيقاف نور الدين بوطار المدير العام لإذاعة موزاييك أف أم بتاريخ 13 فيفري 2023، وطلبت الهايكا من الجهات المختصة تقديم التوضيحات اللازمة بخصوص هذا الإيقاف.

كما أكدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “الهايكا”، مواقفها المبدئية المتعلقة بعلوية القانون وضرورة فتح ملفات الفساد في قطاع الإعلام، كما عبرت عن رفضها رفضا قاطعا المس من حرية التعبير والصحافة واستقلالية الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية،  وذكرت بأن النظر في المسائل المتعلقة بالمضامين الإعلامية يجب أن يتم في إطار دستور الجمهورية التونسية والمواثيق الدولية والمرسوم عدد 115 المتعلق بحرية الطباعة والصحافة والنشر والمرسوم عدد 116 المنظم للقطاع السمعي البصري والمحدث للهيئة التعديلية.

وذكّرت الهيئة في هذا السياق، أنها “كانت قد انطلقت منذ سنوات في إحالة ملفات قنوات غير قانونية على الجهات الرسمية المختصة، وهي ملفات عاينت فيها شبهات فساد مالي وإداري مدعمة بوثائق صادرة عن جهات رسمية ومن بينها ما يفيد غسل أموال وصرف أموال طائلة دون وجود مداخيل إشهار ومنها ما تضمن تسجيل تحويلات مالية بعشرات المليارات من الخارج إلى جانب الاستحواذ على أملاك عامة من خلال قرصنة ترددات راديوية في المجال التونسي واستخدام تجهيزات بث مهربة من شأنها تهديد الأمن الوطني”.

وأكدت الهايكا في بيانها أنه “رغم ما تضمنته هذه الملفات من شبهات جرائم خطيرة” فإنها “لم تسجل ما يفيد التعاطي معها بالسرعة والنجاعة المطلوبين”، كما عبرت الهيئة عن استغرابها من “مواصلة ممارسة هذه القنوات للبث خارج إطار القانون إلى حد الآن”.

كما جددت الهيئة تأكيدها على ضرورة ضمان استقلالية الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية ورفضها القاطع لكل رقابة مسبقة على المضامين الإعلامية أو أي تدخل في الخيارات التحريرية خارج الأطر التعديلية.

ودعت الهيئة جميع الصحفيين ووسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي والتأكد من نزاهة ودقة المعلومات والتشبث أيضا بحريتهم وحقهم في ممارسة عملهم بكل استقلالية ومهنية.