الأخبار

“تونس تعاني من صورة البلد العنصري، وما حصل تجاه المهاجرين إجرام”

today06/07/2023 3527

Background
share close

أفاد أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي اليوم الخميس 6 جويلية 2023، بأن سنة 2011 شهدت نقلة كبيرة فيما يتعلق بتواجد الأفارقة من جنوب الصحراء في تونس، حيث تحول عددهم من 12 طالب إلى 4 آلاف طالب فقط بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد، ثم ارتفع العدد تدريجيا إلى 8 آلاف طالب.

وأشار أنيس الجزيري لدى حضوره في برنامج لـكسبراس، إلى أن اليد العاملة التونسية تولت العزوف عن العمل في عديد المجالات منذ سنة 2011 على غرار جمع الزيتون وخدمة المطاعم والمقاهي ومحطات غسيل السيارات والمصانع وأشغال البناء، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء لتشغيل اليد العاملة من إفريقيا جنوب الصحراء.

وقال إن أعدادهم كانت آنذاك معقولة، ولم تكن هناك اشكاليات كبيرة، رغم أن معظم العاملين منهم جاؤوا إلى تونس بطريقة غير قانونية، عكس الطلبة والوافدين بغرض التداوي الذين كانوا في وضعية قانونية.

وأشار إلى أن نسق توافد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء على تونس تصاعد مع بداية سنة 2020، وذلك بالتزامن مع تصاعد أزمة اقتصادية عالمية كبيرة جراء وباء كوفيد 19، تلتها الأزمة الروسية الأوكرانية والصراع بين الشرق والغرب الذي تركز أساسا على إفريقيا، وتزامن ذلك مع سنوات جفاف، خاصة وأن 80 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للقارة متأت من القطاع الفلاحي.

وتحدث عن الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة في عدد من الدول الإفريقية التي تعيش حروبا أهلية وانقلابات سياسية وعسكرية، وأدت كل هذه الظروف إلى تصاعد ظاهرة الهجرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والظاهرة نفسها عاشتها تونس وصدرتها إلى أوروبا.

“تونس غير قادرة الآن على تحمل العدد الكبير من المهاجرين”

وأضاف “تونس غير قادرة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة على تحمل هذا العدد الكبير من المهاجرين غير النظاميين الوافدين عليها”، وأوضح أن معظمهم يصلون إلى تونس برا، ويسافر البعض الآخر إلى تونس قانونيا، ثم يتجاوز فترة الإقامة القانونية بحثا عن طريق للعبور إلى أوروبا.

وأوضح أن شبكات إجرامية تكونت للعمل على تهجيرهم نحو أوروبا، وينسقون من أجل دخولهم إلى تونس، وشدد على أهمية مقاومة هذه الشبكات الإجرامية، واستبعد استعمال السلطات التونسية لملف المهاجرين الأفارقة وتعفّن الوضع في إطار خدمة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن الوضع احتقن طيلة الأسابيع الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي للدفع نحو ترحيل الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى بلدانهم، وتصاعد منسوب هذا الاحتقان بعد جريمة القتل التي جدت في صفاقس، داعيا إلى ضرورة محاسبة المتورطين في هذه الجريمة قانونيا وقضائيا.

“أين الدولة والأمن من كل هذا؟”

واستنكر ما أسماه “محاولات الثأر” وطرد المهاجرين من المنازل وتشريدهم في الشوارع والاعتداء على كرامتهم، متسائلا “أين الدولة والأمن من كل هذا؟”.

ودعا الدولة إلى تحمل مسؤوليتها والتنسيق مع سفارات الدول الإفريقية في عمليات الترحيل، إضافة إلى التنسيق مع دول الجوار للتصدي للأعداد الكبيرة من المهاجرين غير النظاميين المتوافدين.

وأضاف “رئيس الدولة طلب منذ مدة عقد اجتماع قمة بين دول الجنوب والشمال في المتوسط، لبحث حلول جماعية وجذرية ولكن الدول الأوروبية لم تساعد على الدفع في هذا الاتجاه”.

“يجب تنظيم تحرك ديبلوماسي كبير”

وأشار إلى أن “تونس تعاني اليوم من تبعات صراعات إقليمية كبرى”، وأكد أن التنسيق مع الجزائر ممكن، من خلال تنشيط الديبلوماسية بين الدولتين والعمل على ضبط  الحدود على المستوى الأمني.

وأوضح أن المؤشرات في ليبيا غير مطمئنة، آملا أن “لا تنقلب الأوضاع إلى صراع مسلح في الأسابيع القادمة، وهو ما يمكن أن يمثل مصيبة بالنسبة لتونس” وفق قوله.

وشدد على ضرورة التحرك الديبلوماسي الكبير أولا مع الجارتين الجزائر وليبيا لمواجهة موجات الهجرة غير النظامية، والتنسيق ثانيا مع دول الساحل الإفريقي، التي تعيش صراعات كبيرة.

“صورة تونس تضررت مرة أخرى”

وقال ضيف برنامج لـكسبراس، إن “صورة تونس تضررت مرة أخرى، جراء صور التهجير وانبطاح المهاجرين في الطريق، التي انتشرت في مختلف دول العالم، وأصبحت تونس تعاني من صورة البلد العنصري، وهذا يتطلب عملا ديبلوماسيا كبيرا جدا” حسب تعبيره.

وأضاف “لا أتصور أن الشعب التونسي كله عنصريا، ولكن هناك جزء من الشعب غير واع بممارساته، الإشكال موجود ولكن الاعتداء على المهاجرين ليس هو الحل، هذه الممارسات إجرامية”.

وأشار إلى “الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الإفريقي والذي مازال لم يقم به كما يجب إلى حد الآن”.

 

 

Written by: Asma Mouaddeb



0%