Express Radio Le programme encours
أثارت زيارة وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، الغير معلنة للمستشفى الجهوي بجندوبة، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، وما رافقها من تصريحات حول عدم إمكانية إضفاء الصبغة الجامعية على المستشفى الجهوي بالجهة، ردود أفعال عديدة.
وفي هذا السياق، عبر عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب عن دائرة جندوبة ونشطاء بالمجتمع المدني بالجهة، عن استيائهم لعدم إعلان وزير الصحة عن زيارته مسبقا، والتي شملت كل من المستشفى الجهوي بجندوبة والمستشفى الجهوي بطبرقة.
وأعربوا، عن استيائهم كذلك من التصريح الذي أدلى به لإحدى وسائل الإعلام، والذي استبعد من خلاله إمكانية تحويل المستشفى الجهوي بجندوبة إلى مستشفى جامعي، وذلك لعدم وجود كلية طب قريبة منه، على مسافة لا تتجاوز 60 كيلومترا.
وفي هذا الصدد، قال النائب “لطفي العيادي”، “أن تصريح الوزير تضمن مغالطة خطيرة ذلك ان المستشفى الجهوي بجندوبة قد تم التنصيص على مكوناته الـ16 منذ سنة تأسيسه 1982 وان من بين المكونات المذكورة 10 أقسام جامعية، 5 منها في حالة نشاط و3 اخرين سبق وان قدمت في شأنهم إدارة المستشفى طلبا لمنحهم الصفة الجامعية”، على حد قوله.
واعتبر أن تحويل وزارة الاشراف في سنة 2017 المستشفى الجهوي بمدنين من جهوي إلى جامعي وبعدد أقسام جامعية لم تتجاوز الـ9 أقسام، مقابل استبعاد الأمر بالنسبة للمستشفى الجهوي بجندوبة، الذي لا يبعد سوى قرابة 150 كلما على كلية الطب بتونس العاصمة، “يعكس بحث الوزير عن مبرر لا أساس له واقعيا”، حسب تعبيره.
وأضاف قوله “أن وزير الصحة ومن ورائه الحكومة لا تتوفر لديهما الإرادة الحقيقية لتنفيذ مطلب الجهة، ذلك ان مجرد طلب لعقد مجلس جهوي خاص بالصحة قدمه أعضاء مجلس نواب الشعب عن دائرة جندوبة منذ جانفي المنقضي لم يجد إلى حد الساعة اي تفاعل من قبل الوزارة”.
من جانبه، لاحظ عضو مجلس نواب الشعب “كمال العوادي”، بدوره أن تصريح وزير الصحة هو من قبيل “البحث عن مبررات ومنافية للواقع وفيها استخفاف بأبناء الجهة وحقوقها في مستشفى يرتقي الى حاجياتها الضرورية”، مضيفا “انه لو تم اخضاع المستشفيات الجامعية المتواجدة بعدد من انحاء الجمهورية للمعيار الذي تحدث عنه الوزير والمتعلق بمسافة 60 كلما لانتفت كل المستشفيات الجامعية”، وفق تقديره.
وأشار، في المقابل، الى أن ولاية جندوبة تتوفر فيها كل الشروط الموضوعية لتحويل المستشفى الجهوي الى مستشفى جامعي.
واعتبر الكاتب العام للاتحاد الجهوي بجندوبة، خالد العبيدي، من جهته، ان زيارة الوزير دون سابق إعلام وفي ساعة متأخرة من الليل، “لا تنم عن جدية في التعامل مع المطالب المرفوعة من قبل فروع المنظمات الوطنية بالجهة وأعضاء مجلس نواب الشعب وبقية الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين”، حسب رأيه.
وذكر، بأن استبعاد وزير الصحة للفاعلين عن الزيارة وعدم الاعلام بها، يعكس عدم امتلاكه لأي حل للمشاكل والصعوبات العالقة منذ سنوات بالمستشفى الجهوي، وعدم جديته في انقاذ المؤسسة من وضعها المتردي وغياب الإرادة السياسية لتحويل المستشفى من جهوي الى جامعي، وهو مطلب كان محل عدد من الاحتجاجات واللقاءات والمراسلات والعرائض التي قدمت على مدى سنوات لكل الأطراف المعنية، فضلا عن أنه كان موضوع تعهدات قطعتها حكومات سابقة.
وانتقد رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة، سعد الله الخلفاوي، أيضا سرية زيارة الوزير وتصريحه الإعلامي، واصفا إياه بـ”الغير مسؤول وعدم ارتقائه الى ما يتطلبه المستشفى والجهة عموما من اهتمام”.
وأردف، أن إضفاء الصبغة الجامعية على المستشفى الجهوي بجندوبة “حق وليس منّة وان تعلل الوزير بالمسافات ليس في محله ولاسيما في ظل توفر طريق سيارة تربط بين تونس وجندوبة وتوفّر مركب جامعي”، مطالبا وزير الصحة بالإعلان عن تغيير صبغة المستشفى حتى وان استوجب ذلك بعث كلية للطب بالجهة.
وكان عدد كبير من المواطنين قد اطلقوا منذ اكثر من شهر تقريبا، حملة عبر شبكة التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، تطالب ببعث قطب صحي لإقليم الشمال الغربي، وذلك بهدف انهاء معاناة تواصلت لأكثر من ستة عقود من الزمن، وتمكين الولايات الأربع من مرفق صحي يستجيب الى حاجيات سكانها.
واتز
Written by: Marwen Ben Amara