الأخبار

حسين الرحيلي: تونس ليست دولة اجتماعية بل “ضابطيّة”

today23/01/2025 5

Background
share close

اعتبر الخبير في التنمية حسين الرحيلي، أنه لا يمكن الحديث عن دولة اجتماعية في ظل الاستبداد وقمع الحريات وفي ظل سيطرة الدولة على الفضاء المجالي العام، مؤكدا أن تونس ليست بالدولة الراعية أو الاجتماعية بل دولة ضابطية.

وقال حسين الرحيلي في برنامج “ايكوماغ”، اليوم الخميس 23 جانفي 2024، إن تونس مرت بمرحلة الدولة الراعية إلى حدود فترة السبعينات ثم مرحلة الاصلاح الهيكلي إلى أن خرجت تدريجيا من مسؤوليتها الاجتماعية التقليدية، وتحولت إلى ما يسمى بالدولة الضابطية أي أنها “تعسّ” على من لهم الثروة لذلك نجد تضخم لجهاز الأمن والجيش لديها.

وبين الرحيلي أن منطلق نموذج الدولة الضابطية ينبني على أساس إذا توفر الأمن توفر الاستثمار، معتبرا أنه أساس خاطئ.

واعتبر أن غياب تطبيق القانون ومنظومة البيروقراطية الفاسدة والقوانين التي تصاغ على المقاس، وغياب الديمقراطية التشاركية، التي تجعل من المواطن شريكا وجزءا في أخذ القرار، هي مظاهر أوصلت تونس إلى مرحلة الدولة الضابطية.

وشدد حسين الرحيلي على أن العد الاجتماعي للدولة لا يتحقق بمنطق المساعدات والصدقات بل بتحقيق الرفاهية للناس وخلق الثروة وتوزيعها بشكل عادل وضمان تكافؤ الفرص بين الجميع وتطبيق القانون والحوار في الفضاء المجالي، قائلا: “إن الفضاء العام عند تحرره يكون مبدعا وداليمقراطية التشاركية تحوّل الرعايا إلى مواطنين مسؤولين على انتاجهم وبالتالي مراكمته ويصبح لديه حافز لأنه كلما أنتج الثروة تحسنت أوضاعه أكثر”.

وأفاد الرحيلي بأن نموذج الدولة الراعية لا يقضي على الفقر بل يعلم الاستكانة من خلال المنح واعانات العائلات المعوزة وهو لا يولد الثروة بقدر ما يؤبد الفقر، وفق تعبيره.

الاشكال في السلطة

وأبرز الرحيلي أن الدولة الاجتماعية تراهن على الانتماء للأرض، فالدولة التي لا توفر نقلا جيدا وصحة جيدة وتدفع الشباب للمغادرة بعد الدراسة والانتحار في قوارب الهجرة وترهق المستثمر المحلي بالتعقيدات الادارية، هي ليست بالاجتماعية، مضيفا: ” الانتماء للدولة ليس مجرد اسم ولقب وجنسية بل ما يوفره الوطن للانسان حتى يحس بالانتماء وأن ينعكس ذلك في الخدمات المقدمة إليه من صحة ونقل وتعليم نظير الأداءات التي يدفعها”.

وقال الرحيلي “هنا الاشكال في السلطة حيث يجب إعادة صياغة سياساتها لتحقيق شعور المواطن بالانتماء”.

وتابع حسين الرحيلي: “نستطيع دون أن نكون دولة ضابطة معسكرة أن نطبق القانون بشفافية وبقرارات مهمة يمكن أن تُلغى البيرؤقراطية وأن نقلص الاجراءات الادارية وأن نجعل الاستثمار حر والترخيص استتثناء، والدولة فقط تراقب..”.

وأكد الرحيلي: ” نريد دولة قوية في تطبيق القانون وليس في ممارسة العنف وحاضرة في كل المواقع وتوفر تكافؤ الفرص وقادرة على إصدار قوانين ترتيبية توضح قواعد اللعبة للجميع، وتستغل التكنولوجيا التي ستوفر جزء كبيرا من الشفافية وسرعة الانجاز”.

وشدد على أن الدولة الاجتماعية تتطلب امكانيات مالية هامة على المدى المتوسط والبعيد، حيث يجب أن تعمل تونس على قطاعين مهمين على المدى المتوسط (5سنوات) وهما الصحة والتعليم اللذان سيجران وراءهما قطاعات أخرى، مبرزا أنه في خلق مجتمع صحي ومتعلم مراكمة للثروة.

 

 

Written by: Marwa Dridi



0%