مراد بوبكر: “الأرقام مفزعة .. وعلى الدولة وضع استراتيجية للتشجيع على القراءة”

قالت صاحبة دار نشر تونسية زينب بن عثمان اليوم الجمعة 9 أوت 2024، “أعمل على استعادة مكانة الكتاب في تونس ..” مؤكدة أن “التونسي يقرأ الكتب، ولكن في ظل تطور التكنولوجيا لا بد من وسائل جديدة لإيصال الكتب”، مشيرة إلى صعوبة عمل الناشر إلى جانب ارتفاع التكاليف، وطول الوقت لتحصيل المداخيل.

من جانبه شدد المدير المؤسس للمنصة الرقمية للكتب الالكترونية “click 2 read” مراد بوبكر على أهمية التعريف بالكتاب للتونسي لدفعه إلى باقتنائه وقراءته، مبينا أن الكتب المدرسية تعطي متنفسا للناشرين وتساهم في تمويل الكتب الثقافية بقية السنة.

بدوره قال الكاتب والناشر سمير بن علي إن الأرقام مفزعة في علاقة بقراءة الكتب مقارنة بدول أخرى، معتبرا أن هناك تجميلا للوضع والأرقام التي يتم تقديمها.

وأشار إلى أنه تم تقديم مشروع يهدف إلى جعل المطالعة في مركز الاهتمام في تونس، مشددا على أن الأرقام المتعلقة بالمطالعة والقراءة مخيفة.

وتحدثت بن عثمان عن تواصل نفس العناوين منذ سنوات دون تغيير أو تطوير، مشيرة إلى أن الجمهور المستهدف أساسا هو فئة الشباب.

وأكد بوبكر على ضرورة التطوير ومواكبة التغييرات، معتبرا أن توزيع الكتب ليس من مهام الناشر ويفترض أن يكون هناك موزعين يحددون التوجهات الجديدة للشباب.

فيما اعتبر بن علي أن الإشكال أعمق من مسألة التجديد، مبينا أن “حس المطالعة انتهى، وهناك تراجع في مستوى القراءة والمطالعة بداية بالأطفال، ولاستعادة المطالعة لا بد من تعود الأطفال وخلق علاقة جيدة مع الكتب بداية من المدرسة”.

وتحدث عن تراجع المكتبات التي تبيع الكتب، حيث أن أغلبها اتجه للخدمات المكتبية، بالنظر إلى تراجع عدد القراء.

وأضاف “القارئ أصبح كسولا، وليس هناك تعويد للأطفال على القراءة، وعلى وزارة التربية والتعليم العالي العمل على ذلك، حيث يجب أن تكون القراءة مادة إجبارية، ولا بد من وضع برنامج في هذا الإطار”.

بوبكر بيّن أن الكتاب الرقمي لا يتجاوز نسبة 12 بالمائة من جملة الكتب المتداولة في العالم، مشددا على ضرورة الاستثمار في الكتاب الرقمي والورقي على حد السواء.

وأضاف “يجب الاستعداد جيدا منذ الآن لخوض هذه التجربة المكلفة وللتأقلم مع التغييرات والإصلاحات، خاصة وأن الكتب الرقمية تساعد على التطور”.

وتحدث ضيوف برنامج حديث في البزنيس عن مسألة كتابة الكتب باعتماد الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أنها تحتوي على أخطاء فضيعة ومتكررة.

وفي علاقة ببيع الكتب أكدت زينب بن عثمان اعتماد خدمة التوصيل المنزلي بدل وضعها في المكاتب والانتظار لسنوات، معتبرة أن الكاتب هو الحلقة الأضعف مع بعض الاستثناءات، ومشددة على أهمية وجود الكاتب وضرورة نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الجمهور والقراء.

كما بيّنت تأثر قطاع النشر في آخر سنتين وهو ما يستدعي مواصلة الكفاح والتفاؤل والعمل على التطور والتحسن.

في المقابل أكد بوبكر أن كل المتداخلين في القطاع هم الحلقة الأضعف وليس فقط الكاتب بل أيضا الناشر وصاحب المكتبة والموزع، ” وعلى الدولة وضع استراتيجية للتشجيع على القراءة، خاصة في ظل العدد ضئيل من الكتب التي يتم طباعتها”.

وأضاف “لا بد من إحياء القطاع الذي يعد مهما جدا”، مشيرا إلى الانعكاسات السلبية لنقص القراءة والتعلم.