معز العبيدي: “الحكومة الفسيفسائية القادمة ستكون ضعيفة أمام الأطراف الاجتماعية”

أفاد المحلّل المالي، معز العبيدي، اليوم الخميس 10 أكتوبر 2019، لدى حضوره ببرنامج إيكوماغ، أن نتائج الانتخابات التشريعية قدّمت فسيفساءً من قائمات مستقلة وأحزاب، مؤكدا أن هذه الفسيفساء نتج عنها صعوبة في تشكيل الحكومة القادمة.

وأكّد العبيدي أن الحكومة القادمة “ممكن أن تقوم بإعادة النظر في قانون المالية لـ2020 وذلك بإعادة النظر في بعض الفصول”، مبينا أنه في هذه الحالة “يمكن أن تكون مشكلة إذا تمت هذه العملية باعتبارها تؤثر على الممولين والمستثمرين، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون لها تأثير على السيولة بالنسبة لشهر أفريل وماي، وتكون لها تأثير على صحة الدينار”، وفق قوله.

وأشار العبيدي إلى أن هناك تحسنا تقنيا للدينار وليس تحسنا اصطناعيا وذلك لوجود عدة اعتبارات لعبت دورها في ذلك.

وأكّد العبيدي أنّ من أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في تشكيل الحكومة، هي عندما تتخذ الحكومة منهجا في المحاصصة الحزبية، مبينا أنها تخلق نوعا من الخوف، وذلك لأنّ الحزب الفائز كانت له وزارات العدل والداخلية والتي فيها عدة شبهات، مضيفا أن الحكومة القادمة إذا قامت بالعملية نفسها ستزيد من الغموض والاحتقان الموجود حاليا.

وأكد العبيدي أنه إذا كان هناك تعنّت في تكوين الحكومة بهذه الطريقة وهناك تعنّت في مراجعة قانون المالية فإن هذا السيناريو لن يكون مطمئنا وخاصة في هذه الوضعية مع وجود فكر شعبوي، وفق تعبيره.

وحمّل العبيدي كل الأطراف السياسية المسؤولية بخصوص ملف فسفاط قفصة، مبينا أن الحلّ هو أمني، مؤكدا على ضرورة تطبيق القانون وأن يكون الجيش هو الذي يحمي هذه المنشأة، وفق قوله.

وأكّد العبيدي أن الحكومة القادمة ستكون ضعيفة أمام الأطراف الاجتماعية، قائلا: “الحكومة كي بش تخرج توا الفسيفسائية بش تكون ضعيفة قدام الأطراف السياسية”، حسب تعبيره.

وأضاف معز العبيدي أنّ من أهم الأولويات التي لا بد أن تتخذها الحكومة هي إعادة الثقة للمواطنين، مبينا أن الحكومة لابد من أن تقدم مؤشرات مطمئنة للمواطنين وذلك لحثهم على الانخراط معها في الإصلاحات، مشيرا إلى أن المشكل هو اقتصادي ولكن الحل هو سياسي، حسب قوله.

وأوضح العبيدي بخصوص مسألة التداين، أن إعادة الجدولة ليست الحلّ ولا يمكن الوصول إليها لأنها تعمّق الأزمة.