كريم بن كحلة: “لا بدّ من إرساء جمهورية ثالثة والتخلي عن عقلية المنقذ الأوحد”

أفاد كريم بن كحلة الأستاذ الجامعي ورئيس منتدى خير الدين بأن الأزمة التي وصلتها تونس حادة جدا وشملت الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي، واعتبر أن الإفلاس فكري وأخلاقي في البلاد قبل أن يكون اقتصاديا، وأضاف أن ما حدث مؤخرا يمكن أن يفتح أفقا جديدا لمستقبل البلاد، في إشارة إلى ما بعد 25 جويلية.

وأضاف كريم بن كحلة الأستاذ الجامعي ورئيس منتدى خير الدين لدى حضوره اليوم الاثنين 2 أوت 2021 في برنامج اكسبرسو، أن مسألة الجمهورية الثالثة طرحت في المنتدى منذ أشهر، وأن المشكلة ليست مشكلة قوانين فقط ودستور جديد، مضيفا أن الأمل مهم جدا للإيمان بالجمهورية الثالثة وبعثها، وهو  ما خلفته الهبة الشعبية في 25 جويلية.

كما اعتبر بن كحلة أن الدعم الدولي لما يحدث في تونس مهم جدا، وأن تقرير الشعب لمصيره وإعادة القيادة له لاختيار مسار البلاد مهم جدا أيضا لإنجاح المرحلة القادمة.

ودعا بن كحلة إلى التروي والإسراع دون التسرّع لاختيار رئيس الحكومة القادمة، واعتبر بن كحلة أنه لا بدّ من ارساء الجمهورية الثالثة ولكن ليس شكليا وقانونيا فقط، بل عبر إرساء الثقة بين الشعب ومسيري الشأن العام، وتفادي أخطاء الماضي، حيث تم في المرحلة الماضية التركيز على الشكليات والنصوص القانونية دون تغيير حقيقي للعمل السياسي ودخوله بعقلية جديدة.

وأضاف بن كحلة أنه من الضروري اليوم التخلي عن عقلية المنقذ الأوحد، والوعي بقدرة الشعوب على تحديد مصيرها، وضرورة استماع النخب إلى إرادة الشعب، واتخاذ القرارات على ضوئها، مضيفا أن الخروج عن الدستور لإنقاذ الدول والشعوب مسار قديم اتخذته عديد الدول عبر التاريخ، حيث كانت المسارات الاستثنائية محفوفة بالمخاطر وهو ما يؤكّد ضرورة أن تكون هذه الفترات الاستثنائية قصيرة في الوقت مع ضمان الحقوق والحريات خلالها، حسب تعبيره.

وتحدث بن كحلة ضيف برنامج اكسبرسو عن مشاغل الشعب التونسي من الجانب الصحي وضرورة التسريع في تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين خاصة مع اقتراب موعد العودة المدرسية والجامعية.

واعتبر بن كحلة أن الجانب الاقتصادي مرتبط ارتباطا وثيقا بالجانب الصحي، حيث أكد أن بطئ نسق التلاقيح تسبب في بقاء تونس منعزلة اقتصاديا، مضيفا أنه  لابدّ من تقييم وقع الأزمة الصحية على الاقتصاد الوطني عامة وعلى كل قطاع، مضيفا أن الحكومة القادمة مطالبة بإيجاد حلول لإنقاذ ما تبقى من آليات الإنتاج والقطاعات والشركات المنتجة والتي تخلق القيمة المضافة في البلاد.

وتحدث بن كحلة عن الضبابية الكبيرة داخليا في ارتباط بالوضع السياسي وخارجيا في علاقة بالوضع الوبائي، وهو ما يمثل تحديا كبيرا تواجهه الحكومة المقبلة، كما اعتبر أننا وصلنا حاليا مرحلة إفلاس، ولا بدّ من رجل اقتصاد وشجاع على رأس الحكومة القادمة، ويكون على دراية بكفية إدارة دواليب الدولة وواقع العمل السياسي.