أحمد إدريس: موقف تونس من الصراع الروسي الأوكراني شُجاع ولكن..

قال أحمد إدريس رئيس معهد تونس للسياسة اليوم الجمعة 4 مارس 2022 لدى حضوره في برنامج اكسبرسو إن موقف تونس من الحرب الروسية الأوكرانية وتصويتها لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الخرب الروسية على أوكرانيا فيه شجاعة، حيث لم تتعوّد تونس الخروج عن موقف الحياد في مثل هذه الصراعات.

وأشار أحمد إدريس رئيس معهد تونس للسياسة إلى أن هذا الموقف مرتبط بالظرف الذي تعيشه تونس والضغوطات الخارجية التي يمارسها الغرب على تونس، وأكد أن هذا الموقف يمكن أن يكون له انعكاسات إيجابية على المدى القصير وقد يكون له انعكاسات سلبية على المدى الطويل.

التغيير الحاصل في إفريقيا، لصالح التموقع الروسي الصيني

كما اعتبر أحمد إدريس رئيس معهد تونس للسياسة أن الآلة الاستخباراتية الروسية موضوعة على ذمة دول الساحل، على غرار مالي والسينيغال وهو ما لا تحبّذه الدول الغربية، وقال إن التغيير الحاصل في منطقة إفريقيا، يتجه نحو التموقع الروسي الصيني بين الترغيب والترهيب، وتراجع الغرب.

وقال إدريس إن الرئيس الروسي يبرّر حربه على أوكرانيا، بالحفاظ على العرق الروسي في أوكرانيا، واسترجاع القوة الروسية، والحفاظ عليها من هيمنة الغرب، خاصة بعد تعبير أوكرانيا عن رغبتها للانضمام للغرب.

وأشار رئيس معهد تونس للسياسة إلى أن الصف الحاكم في أوكرانيا الآن هو الصف القريب من الاتحاد الأوروبي.

روسيا تهدف إلى نزع السلاح النووي في المنطقة

واعتبر أن أوروبا اليوم في حاجة للناتو أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد أن قوة روسيا ظاهرة في الساحة رغم أن الفاعلية السياسية في أوكرانيا.

وأشار إلى أن محاولة أوكرانيا الاقتراب من الغرب والناتو هدفه محاولة الخروج من الهيمنة الروسية سواء سياسيا أو اقتصاديا أيضا.

وقال “أتصور أن روسيا تهدف إلى نزع السلاح النووي في المنطقة على المدى البعيد”.

هذه انعكاسات الصراع الروسي الأوكراني على تونس..

وأفاد أحمد إدريس رئيس معهد تونس للسياسة بأنه يتصور وجود انعكاسين للحرب الروسية الأوكرانية على تونس، الأول اقتصادي وهذا واضح خاصة مع غلاء أسعار المحروقات في العالم، والمواد الأساسية الأخرى التي تورّدها تونس إضافة إلى ارتفاع كلفة النقل في العالم.

وأشار إلى أن هناك ضغطا خارجيا كان مسلطا على تونس من ناحية عدم الاستقرار السياسي والتوجه نحو نظام جديد، وهو ما سيتقلص في هذه الفترة نظرا لانشغال القوى الدولية بالصراع الروسي الأوكراني، والمسألة الأمنية الداخلية لأوروبا.

واعتبر ضيف برنامج اكسبرسو أن ضعف هذا الضغط على السلطة الحاكمة الآن في تونس سيتسبّب في إضعاف صوت المعارضة.