الأخبار

“إفريقيا غنية جدا بالثروات والقوى العظمى تسعى لاستغلالها”

today04/09/2023 95

Background
share close

أكد أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، اليوم الإثنين 4 سبتمبر 2023، أن عديد الدول الإفريقية تشهد تحولات وحراكا كبيرا في السنوات الأخيرة، وهو ما يستوجب فهما ووعيا من الفاعلين الاقتصاديين التونسيين الراغبين في التموقع في إفريقيا.

وأضاف أنيس الجزيري لدى حضوره في برنامج اكسبرسو، أن السوق الإفريقية هي سوق كبيرة، وأوضح أن المؤسسات التونسية تعمل منذ مدة على التموقع فيها، ولكن التطورات السياسية في السنتين الأخيرتين في إفريقيا أثرت على ذلك بشكل ملحوظ وخاصة في غربي إفريقيا وفي دول إفريقيا الفرنكوفونية، الدول التي تعتبرها تونس أولوية في تموقعها في القارة.

وأشار إلى أن الانقلاب في النيجر كان مفاجئا بعد استقرار البلاد لمدة سنتين وتحسن الوضع الأمني والاتجاه نحو نوعية من الاقلاع، وفق قوله، وتحدث عن نوع من الثقة في الرئيس النيجيري المنتخب والمخلوع حاليا محمد بازوم.

واعتبر أن الوضع أصبح معقدا جدا في النيجر، وقد لايسمح بعودة بازوم إلى الحكم، وتحدث عن التظاهرات أمام مقر تواجد الجنود الفرنسيين، والمصالح الفرنسية في النيجر المتعلقة خاصة بحاجياتها من اليورانيوم النيجيري.

وفيما يتعلق بالوضع في الغابون، اعتبر الجزيري أن الغابون غني جدا بالثروات حيث يحظى بـ 2 مليار برميل من احتياطي النفط، و25 بالمائة من احتياطات العالم من مادة “المنجنيز” التي تستعمل في صناعة الحديد، وينتج حوالي 450 مليون متر مكعب من الغاز، و181 ألف برميل من النفط يوميا، إضافة إلى أنه يتوفر على أرقى أنواع الخشب في العالم.

وأضاف أن “عدد سكان الغابون لا يتعدى 2 مليون نسمة، ولكن رغم ذلك فإن الفقر المدفع منتشر في أنحاء واسعة من البلاد، مستثنيا العائلة الحاكمة وحاشيتها والمقربين منها، وهو ما جعل من انقلاب الغابون مرحبا به نوعا ما” وفق قوله.

وأشار إلى أن “منفذي الانقلاب في الغابون هم من أبناء المنظومة نفسها للعائلة الحاكمة وبالتالي استبعد أن يكون هناك تغيير في صالح الشعب الغابوني”.

“دول تحاول تنفيذ انقلابات لتركيز سلطة تخدم مصالحها”

وشدد على أن القارة الإفريقية ثرية جدا وهو ما يفسر أن كل القوى العظمى وخاصة أمريكا والصين وأوروبا وتركيا والصين يضعون إفريقيا ضمن أولوياتهم بهدف استغلال ثرواتها، قائلا “المصانع الصينية قد تتوقف عن العمل إذا لم تتموقع الصين في إفريقيا، لا شك في هذا”.

واعتبر أن حرب المصالح الإقليمية كبيرة جدا في إفريقيا، وأن كل دولة من القوى العظمى تحاول تنفيذ انقلاب لتركيز سلطة حاكمة موالية لها وتخدم مصالحها، وقال “إن ما يحدث ليس في مصلحة الشعوب الإفريقية، ويتطلب سنوات للتوصل إلى الاستقرار، وعلى تونس قراءة الوضع جيدا للتموقع”.

“تأثيرات سلبية على تونس واردة، والديبلوماسية يجب أن تكون نشيطة”

وشدد على ضرورة تحرك تونس، خاصة وأنه من الممكن أن تكون هناك تأثيرات سلبية على تونس، في صورة تعكر الأوضاع في الكوت ديفوار التي تضم أكثر من 160 شركة تونسية، أو التدخل عسكريا في النيجر الذي سيكون له تأثير مباشر على موجات الهجرة غير النظامية نحو تونس وليبيا والجزائر.

وقال أنيس الجزيري إن التواجد العسكري للقوى العظمى في الدول الإفريقية على غرار القوات الأمريكية والفرنسية والروسية هدفه تأمين إخراج الثروات الطبيعية من الدول الإفريقية، مقابل فقر مدقع تعانيه الشعوب الإفريقية.

وأشار ضيف برنامج اكسبرسو، إلى أن الدول الإفريقية الناطقة باللغة الإنقليزية تعيش استقرارا نسبيا وتواصل نموها ولا تتأثر كثيرا بما يحدث في القارة، مشيرا إلى أن تونس مُطالبة بالتحرك ديبلوماسيا وأن تكون الديبلوماسية نشيطة خاصة في الدول الإفريقية التي تشهد تموقعا للمؤسسات التونسية، وتواجدا للجالية التونسية هناك.

Written by: Asma Mouaddeb



0%