إلياس الغربي: “حَقّقُوا الإنجازات وستصمت الصحافة الساخرة”

قال الإعلامي إلياس الغربي اليوم الثلاثاء 23 ماي 2023، إن التحقيق معه ومع الإعلامي هيثم المكي من إذاعة موزاييك أف أم يوم أمس في القرجاني، تم على خلفية شكاية رفعها ضدهما أمني منتسب إلى إحدى النقابات الأمنية، بسبب تحليل لأحداث جربة خلال حلقة “ميدي شو” ليوم الإثنين 15 ماي 2023.

وأوضح الإعلامي إلياس الغربي لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن النقابي الأمني اعتبر أن الخطاب الإعلامي لحلقة ميدي شو، فيه ثلب وضرب لمعنويات الأمنيين، وأشار إلى أن الخطاب الذي جاء على لسان هيثم المكي كان يخص نظام الانتدابات ودعا خلاله إلى ضرورة البحث بالأساس عن دوافع كل من ترشح للانتساب إلى السلك الأمني والتعويل أكثر على الاختبارات النفسية.

“لا أعتبر نفسي مجرما حتى تتم دعوتي للتحقيق”

وأشار إلى أننا أمام مشاكل كبيرة جدا في البلاد اليوم، تهم الاستثمار والنمو والتضخم والبطالة وتحديات كبيرة، متسائلا “هل نريد للتونسيين أن يعيشوا هذه التحديات في ظل تعتيم على المعلومة؟ خاصة وأن الدولة اتخدت سياسة احتكار المعلومة”.

وأضاف “الشعب التونسي هو الفاعل الأساسي اليوم، والبحث عن المعلومة هو مجهود يقوم به الاعلاميون والصحفيون ووسائل الإعلام خدمة للتونسيين، ولكن لا داعي لتوسيع مربع الخوف لدى الناشطين في المجال الإعلامي”، معتبر أن هذا الخوف من شأنه مزيد تعزيز شح المعلومة وبالتالي إرساء الفشل.

وقال الغربي “لا أعتبر نفسي مجرما حتى يقع استجوابي ودعوتي للتحقيق، ولا داعي لهذه الممارسات”.

“السلطة تتجه نحو مرسوم زجري لترهيب الصحفيين وإسكاتهم”

وأضاف أن المرسوم عدد 115 والمرسوم عدد 116، ينظمان العمل الصحفي في البلاد، وقطاع النشر ووسائل الإعلام السمعي والبصري، ويمكن محاسبة مرتكبي الأخطاء المهني بعقوبات غير سالبة للحرية، مع تمكين الأطراف المتنازة في قضايا الرأي إلى التوصل إلى حل.

وقال الغربي “لماذا تتغاضى السلطة على تطبيق هذين المرسومين وتتجه نحو مرسوم زجري، بهدف ترهيب الصحفيين، وتخويفهم وإسكاتهم”، متسائلا “مالذي سيبقى في حال أغلقت وسائل الإعلام؟ الإشاعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي ؟”.

واعتبر أن الكلمة الحرة هي مقياس لحرية الرأي والمجتمع المتحرك، وأضاف أن “تطلعات التونسيين كبيرة جدا وتشمل الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات، ومن الضروري الإشارة إلى النقائص والمشاكل بنية الإسراع بحلها والتنبيه لوجودها حتى لا تتكرر، ودون خطوط حمراء للأفكار والتحاليل والمواضيع التي يتناولها الإعلام”.

وتوجه برسالة إلى السلطة، قائلا “غلطونا، خرجونا غالطين، وقوموا بوضع سياسات عمومية صائبة تمكن من خلق النمو وتحريك الاقتصاد، قوموا بإسكاتنا من خلال تحقيق حصيلة إيجابية وقرارات جيدة وسوية تخدم مصلحة البلاد.. حققوا الإنجازات حتى ستصمت الصحافة الساخرة والناقدة”.

وأوضح أن القرار حاليا لدى النيابة العمومية، ويشمل إما التخلي عن القضية أو عرضها على أنظار القضاء.

ويشار إلى أن فرقة الأبحاث بالقرجاني استمعت أمس للإعلاميين إلياس الغربي وهيثم المكي وتم الإبقاء عليهما في حالة سراح، في انتظار اتخاذ النيابة العمومية ما تراه مناسبا في القضية، وانتظمت أمس وقفة مساندة شارك فيها عديد الشخصيات الحقوقية والسياسية والإعلامية وجملة من الصحفيين أمام مقر فرقة الأبحاث بالقرجاني.