أنيس الجزيري: “أقلية تسيطر على الثروة والاقتصاد وتغلق الباب أمام الشباب”

أفاد أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بأن هناك أقلية تسيطر على الثروة والاقتصاد وتغلق الباب أمام الشباب وبأن بعض العائلات حاولت في الماضي الحفاظ على وجودها في السوق عبر التقرب من عائلة الرئيس الأسبق بن علي، مع وجود صناعيين آخرين ومؤسسات أخرى واجهت صعوبات كبرى وعملت بكل نزاهة للحفاظ على موقعها.

وأكد أنيس الجزيري لدى حضوره اليوم الثلاثاء 31 أوت 2021 في برنامج “Le Grand Express” الذي فتح في حلقة استثنائية ملف الإحتكار والمضاربة والإقتصاد الريعي، أن هناك اشكالية في توزيع الثروة في تونس، حيث أنها مركزة لدى أقلية تسيطر على الاقتصاد التونسي في مجالات عدة على غرار الصناعة والتجارة والبنوك، وقد أغلقت هذه الأقلية الأبواب أمام الشباب التونسي.

وأشار الجزيري إلى أن قرارات 25 جويلية أتاحت امكانية جعل الاقتصاد الوطني أكثر انفتاحا، دون هدم المنظومة الصناعية المسيطرة حاليا، ولكن عبر البناء على المكتسبات الحالية، وأشار إلى الرؤية غير الواضحة لرئيس الجمهورية في هذا الإطار.

ودعا الجزيري إلى فتح امكانيات التمويل لفائدة المستثمرين الجدد، وذلك بهدف تمكين الفاعلين الجدد من دخول مختلف المجالات الاقتصادية الناشطة دون هدم الفاعلين القدامى والتخلي عنهم وهو ما سيمكن من توسيع السوق وفتح آفاق الاستثمار، فيما تقوم الدولة بدورها التعديلي.

من جهته أكد معز الحريزي رئيس منظمة تونس تنتج لدى حضوره اليوم في برنامج “Le Grand Express” أن وجود مؤسسات ومجمعات كبرى من شأنه دفع المنافسة على مستوى الأسواق العالمية ودفع التصدير ولكن لا بدّ أن يتزامن ذلك مع فتح السوق الداخلية لكل الناشطين والفاعلين من الشباب والشركات الصغرى والمتوسطة.

وفيما يتعلق بنظام التراخيص اعتبر أنيس المراكشي الخبير في الإقتصاد والإحصائيات أنه نظام يتيح النشاط لفئات وأشخاص على حساب فئات وأشخاص آخرين كما أنه يعرقل عمليات الاستثمار في مختلف القطاعات.

وأضاف أن صعود بعض المؤسسات في تونس يكون غالبا بفضل الدعم الممنوح لهذه المؤسسات الكبرى والامتيازات التي توفرها الدولة لهم في حين أنها تحرم صغار المؤسسات من هذه الامتيازات وبالتالي فإنها تغلق أمامها كل آفاق لتوسيع نشاطها، في حين أن الأصل هو صعود المؤسسات لا يكون إلا على أساس الجودة في الخدمات والانتاج، وهو ما يمكنها من الصمود أمام المنافسة في الأسواق العالمية.

ومن جهته أشار أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي إلى نظام الرخص المتعلق بقطاع الكحول والذي اعتبر أنه مثال على احتكار جزء من الثروة لدى أشخاص بعينهم على حساب آخرين وإعطاء الدولة امكانية خلق الثروة لأشخاص دون آخرين عبر نظام الرخص.

ودعا أنيس الجزيري رئاسة الجمهورية إلى فتح ملف الاقتصاد الريعي والقطاعات ذات الأولوية في الاقتصاد الوطني، كما دعا رئيس الجمهورية إلى مراجعة قرارات منع سفر بعض رجال الأعمال والتي اعتبر أنها تدخل في باب شيطنة رجال الأعمال، وطالب بتتبع مسار قضائي واضح في محاربة الفساد ووضع قائمة مضبوطة للمنوعين من السفر دو التشهير بهم.

ورجح الجزيري امكانية أداء رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة زيارة إلى تونس يوم غد أو في الساعات القليلة القادمة، واعتبر الجزيري أن المؤسسات التونسية تنتظر بفارغ الصبر فتح الحدود مع ليبيا وروجوع المبادلات لنسقها العادي.