Express Radio Le programme encours
واستبعد رضا شكندالي إمكانية التوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي حتى في حال قيام الحكومة ببعض الإصلاحات المطلوبة منها، لأن ما يهمه هو الأطراف التي سيستمر في التعامل معها بعد البرنامج، موضّحا أنّ ما يخشاه الصندوق هو فوز غير الأطراف التي شاركت في الحوار الوطني والتي وقع الاتفاق معها خاصة وأن تونس تستعد لانتخابات برلمانية مبكرة، وفق تقديره.
وأكّد شكندالي أن الصندوق صعّد في وتيرة شروطه قبل المرور إلى التوافق بين كل الأطراف على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل الذي رفض المشاركة في الحوار والموافقة على مضمون الإصلاحات الاقتصادية وهو ما يحول دون التوصل إلى اتفاق حول برنامج يقنع صندوق النقد الدولي.
في ذات السياق شدّد أستاذ الاقتصاد أنّ غياب فضاء للتوافق ”برلمان” أو وعاء آخر يعوضه يعد من أبرز العوامل التي عرقلت عملية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أنه حتى وإن تمّ اقصاء بعض الأطراف من الحوار الوطني فلن يوافق الصندوق على الاستمرار في برنامج حكومة مهدّدة بالتفكّك لتحلّ محلها أخرى، وفق تعبيره.
واعتبر شكندالي أنّ نقاش الحكومة مع صندوق النقد الدولي لا معنى له والإصلاحات التي تحدثت عنها لا تلزم غيرها، نظرا إلى أنه تمّ اقصاء عدّة أطراف من عملية الحوار ما يمثل إشكالا كبيرا، مشيرا إلى أن الحكومة لم تجد في منتدى دافوس العوامل التي تمكنها من الدفاع عن نفسها.
وأوضح الأستاذ الجامعي أن منتدى دافوس صنّف تونس كبلد ”غارق في الديون” يفتقر إلى أبسط القيم التي من شأنها أن تؤدي إلى تماسك العلاقات بين الأطراف والمؤسسات، ما يفسّر أنها دولة ليس لديها رؤية اقتصادية كانت أو اجتماعية وغير قادرة على ضمان الاستقرار السياسي ومقاومة الإرهاب و تعديل السوق و مراقبة ومحاسبة المؤسسات.
وأضاف الأستاذ رضا شكندالي أن دافوس صنّف تونس في المرتبة 133 في ديناميكية الدين العمومي والمرتبة 131 في رأس المال الاجتماعي والمرتبة 129 في تنوع العمال والموظفين والمرتبة 128 في القروض المتعثرة والمرتبة 127 في تملك الدولة لرؤية اقتصادية واجتماعية والمرتبة 127 في علاقات التعاون بين المشغل الأجير والمرتبة 127 في الأجور الإنتاجية والمرتبة 117 في التضخم المالي.
في سياق متصل اعتبر أستاذ الاقتصاد رضا شكندالي أنّ الاشكال في تونس سياسي بالأساس، داعيا رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، إلى تغيير مضمون الخطاب حتى يبعث رسائل طمأنة للمواطنين ويجمع بينهم ولا يقسمهم والانطلاق في حوار يضمّ جلّ الأطراف دون استثناء للتمكن من اقناع صندوق النقد الدولي ببرنامج الحكومة التونسية، وفق تقديره.
سنية خميسي
Written by: Zaineb Basti