الأخبار

الجورشي: إيران خرجت منتصرة وما قامت به يعتبر “اعتداء شرعيّا”

today15/04/2024 8

Background
share close

وصف المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي الهجوم الإيراني على اسرائيل بـ”غير المسبوق”، مبينا “أن إيران كانت دائما تتلقى الضربات وترد عليها من خلال حلفائها في المنطقة لكنها الآن لأوّل مرة تهجم وتضرب مباشرة اسرائيل بالمسيرات أو الصواريخ في مناطق حيوية بالنسبة لها، وبالتالي تدخل إيران كقوة نوعية مهمة في المنطقة في صراع مباشر عسكري مع الكيان الصهيوني”.

وقال صلاح الدين الجورشي في برنامج “اكسبراسو” اليوم الاثنين 15 أفريل 2024، إن ما قامت به إيران ضد اسرائيل هو “اعتداء شرعي”، واعتبرت أن ضرب قنصليتها في دمشق هو اعتداء مباشر على سيادتها، وأن ما قامت به هو رد فعل طبيعي على ذلك، مضيفا أن إيران مستعدة إلى هجوم أقوى.

وشنت إيران السبت هجوما بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، وهو سابقة من نوعه في تاريخ التوتر القديم بين تل أبيب وطهران، وذلك ردا على هجوم استهدف قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الجاري.

رد فعل موزون ومحسوم

وأبرز الجورجي أن إيران هي من أرادت لهذا الهجوم أن لا تكون أضراره كبيرة وأن لا تضرب بالصواريخ العمق الاسرائيلي، ولو حدث ذلك لكانت النتائج مختلفة لكن يبدو أنه رد فعل موزون ومحسوم حتى لا يتطور ويصبح نزاعا مفتوحا إقليميّا ودوليّا.

وقال الجورشي: “إن الأهم من ذلك هو إن كانت غزة تلك المدينة المحدودة المحاصرة أحدثت رجة في السياسة الدولية فما بالك بإيران وبوزنها وعلاقاتها الدولية وبالتالي فإن اسرائيل وجدت نفسها أمام معادلة جديدة تحكمت بشكل واضح في الوضع الراهن وفي المرحلة القادمة”.

واعتبر أن ما وقع هو عبارة عن تمرين واختبار لجميع الأطراف، وأن إيران أرادت رد الفعل مع الأخذ بعين الاعتبار مصالحها الداخلية وهي ليست مستعدة لهجوم ثلاثي أو رباعي كبير ضدها وأرادت التحكم في الهجوم لتحافظ على حياة عناصرها ودبلوماسييها وعسكرييها، وبالتالي فهي خرجت منتصرة دبلوماسيا وسياسيا.

وبين الشكندالي أنه بعد اجتماع مجلس الحرب الاسرائيلي الذي كان من المنتظر أن يدرس كيفية الرد على إيران، قررت اسرائيل في آخر لحظة أن المجال لا يسمح بتوجيه ضربة معاكسة وبالتالي اسرائيل قبلت الاعتداء عليها وهو اعتداء شرعي تقوم به ايران وأنها لن تستطيع لوحدها الرد على ايران التي أصبحت دولة قوية في الشرق الأوسط ولا يمكن الاستهانة بها.

مواقف الأطراف الدولية

وبشأن مواقف الأطراف الدولية، قال الجورجي: “الأطراف الدولية تتغير مواقفها حسب الوضع الداخلي وقدرة اسرائيل على التحمل، ففي البداية كان هناك نوع من محاولة التملص من تبعات حرب اسرائيل ضد غزة لكن في هذه المرة وجدت الدول الغربية الرئيسية نفسها مضطرة للتدخل للوقوف الى جانب اسرائيل ضد الهجوم الايراني سواء عسكريا مباشرا مثما فعلت امريكا وبرطانيا وفرنسا أو سياسيا”.

وأضاف الجورشي بأن اسرائيل تعودت أن تلعب دور المتمرد والمارقة على القانون الانساني والدولي وكانت دائما توجه ضرباتها ومن ثم التحكم في المواقف السياسية والعسكرية ولكن لأول مرة تعتبر الولايات المتحدة نفسها أنها ليست مستعدة للتدخل إلى جانبها في حال قامت برد عسكري على الهجوم الايراني، وإذا حاولت أمريكا التدخل فإن بريطانيا وفرنسا لن تحاولا ذلك.

وقال الجورجي “نعيش في مرحلة استثنائية في المنطقة ولا بد من القول إن منطقة الشرق الاوسط عادت منطقة حساسة جدا وعصبا رئيسيا بالنسبة للسياسات الدولية ولا يمكن اغفالها، وروسيا كانت واضحة وقالت إن كان هناك هجوم على إيران تشارك فيه أمريكا وبريطانيا وجزء من دول الاتحاد الأوروبي فإنها لن تسكت وستقف إلى جانب إيران.

وتابع الجورشي: “الآن أغلق هذا القوس ونعود للمشهد وهو إصرار نتنياهو على مواصلة العدوان على غزة، ونعود أيضا إلي المقاومة الفلسطينية التي لا تريد لها الكثير من الأطراف العربية والاقليمية أن تنتصر في المعركة، وبالتالي هناك خيانات تحصل ومؤامرات من أجل القضاء على المقاومة في حين أنها فرضت نفسها كرقم أساسي في هذا الصراع”.

 

Written by: Marwa Dridi



0%