الجويلي: “كأنّ مرضا أصاب السياسيين جعلهم يظنّون أنّ نجاحهم السياسي مرتبط بالظهور الإعلامي”

أكّد محمد الجويلي الباحث في علم الإجتماع اليوم 17 أفريل 2020 لدى تدخله ببرنامج كلوب إكسبراس بخصوص تعامل المسؤولين مع فيروس كورونا أنّ هناك مشكلة كبيرة في علاقة مع التلفزة بالأساس منذ 2011، إذ هناك من السياسيين من يعتبر أن ظهوره التلفزي المكثف علامة على نجاح سياسي وفق قوله.

وتابع الجويلي أنّ هناك حتّى من تقدم للانتخابات وهو لا يستحق ذلك، فقط لأنه يظهر بشكل متكرر على شاشات التلفاز، قائلا: “هذه علاقة موبوءة فيها الكثير من الخلل بين السياسيين والتلفزة حيث أنهم يخطؤون في تصريحاتهم ويلبّون جميع الدعوات دون تمييز.. كأنه مرض أصاب السياسيين جعلهم يظنّون أنّ نجاحهم السياسي مرتبط بالظهور التلفزي والإعلامي عموما، وهو وهم أن التلفزة يمكن أن تصنع زعيما سياسيا” وفق تعبيره.

وأضاف الجويلي أنّ السياسيين ما عادوا يفرّقون بين رغبتهم الجامحة في الظهور المهني والاشتراطات المهنية للرسائل التي يودون إبلاغها.. معتبرا أنّ وزير الصحة من المفروض أن ينتبه مع رئيس الجمهورية في الالتزام بشروط التوقّي من فيروس كورونا “لأننا لن تقدر على لوم الناس بعد ذلك” وفق وصفه.

وأشار الجويلي إلى أنّ هذه أخطاء بدائية جدا، ومنطق الدولة من المفترض أن يكون متناسقا بين القول والسلوك قائلا: “هذه حركة كان يمكن تجاوزها، فلا داعي للتدشين، وكان يمكن الاقتصار على مسؤول أو اثنين فقط”.

وحول علاقة التونسي بفيروس كورونا تابع الجويلي أنّ التعامل مع اللامرئي واللايقيني، هو علاقة تختلف من شخص لآخر، و”كل بشر فينا لديه شيء من النرجسية بما يجعلهم يقيّمون الموقف غير تقييم الآخرين له.. وخرق الحجر الصحي ملاحظ أكثر في الأحياء الشعبية أين منطق الشارع أهم بكثير من منطق البيت، والعلاقات الإنسانية هي علاقات الجيرة والحومة إلخ.. كما أنّ البقاء في المنزل ربما يعدّها البعض منهم في تقييمهم للموقف مسألة أنثوية..” وفق وصفه.

وشدّد الجويلي على أنّ السياق هو من يفرض عليهم هذا النوع من تقدير الموقف.. لكن بشكل العام الوضعية ليست سيئة، والحل هو في تكثيف الومضات التوعوية” وفق قوله.

https://www.facebook.com/RadioExpressFm/videos/637877510388932/?t=0