الرحيلي: “الجنوب معزول..وكفى من اغراق البلاد بالمؤسسات البيروقراطية..”

تطرق الخبير في التنمية، حسين الرحيليي، إلى موافقة مجلس الوزراء في اجتماعه، الخميس الفارط، على مشروع أمر يتعلّق بإحداث ديوان تنمية الجنوب والصّحراء وبضبط تنظيمه الإداري والمالي وطرق تسييره.

وفي هذا الإطار، تساءل الرحيلي، لدى تدخله اليوم الإثنين 08 أفريل 2024، ببرنامج “اكسبريسو”، عن مصير ديوان تنمية الجنوب الحالي بمدنين،  الذي أحدث سنة  1948، وتم تطويره خلال سنة 1994.

وتعليقا، حول تصريح وزيرة الاقتصاد، بخصوص مزيد اضفاء الديوان الجديد، مزيد من النجاعة، في ولايات الجنوب،  قال ضيف البرنامج “هذا ظاهر يخالف الصواب ولا وجود لتنمية..”

وأضاف، الخبير في التنمية، “كان من الأجدر  تقييم  الدواوين في تونس، والتطرق إلى الاشكاليات والصعوبات التي مرت بها..بدلا من مواصلة اعتماد مقاربة تقليدية وكلاسيكية ومجرد بناء هيكل جديد..”

أكد حسيز الرحيلي، أنه لن يتم خلق تنمية، في ظل لامركزية اتخاذ القرار..قائلا” مثل هذه الدواوين لن تكون مصادر لخلق الثروة بل مزيد اغراق البلاد بمؤسسات ذات  طابع بيروقراطي..”

كما لفت، الرحيلي، في ذات السياق، إلى وجود  تداخل  بين مصالح المراكز الجهوية والمحلية، وكل ما كثر التدخل كل ما قلت التنفيذ الميداني..على حد قوله، مرجحا  أنه سيتم الغاء تدريجي للديوان القديم والحاق اعوانه بالديوان الجديد، الأمر الذي يمكن أن يخلق نوع من الحساسية بين مدنين وتوزر على حد تعبيره.

وأكد، محدثنا، أن التنمية ليست مجرد احداث وبعث مؤسسات، بل هي منوال تنموي جديد ورؤية واضحة وتوفير تمويلات..وبنية تحتية قوية..

وخلص حسين الرحيلي، بالقول “إن الجنوب التونسي معزول، ومناطقه تتشابه في انعدام بنية تحتية وقوية، وغياب طرقات السيارة ووسائل النقل المتطورة..والاتصالات معدومة في بعض المناطق..وهذه العوامل تحول دون جذب الاستثمار..”

والجدير بالذكر أن إحداث ديوان تنمية جنوب الصحراء، جاء بإذن من رئيس الدولة، قيس سعيّد، بمناسبة زيارته إلى منطقة النويّل من معتمدية دوز خلال شهر مارس 2024، لإضفاء المزيد من النجاعة على سياسات التنمية الجهوية، وتطوير العمل التنموي في الإقليم الرابع والخامس. ويأتي إحداث هذا الديوان إستئناسا بديوان تنمية رجيم معتوق، الذي أحدث بموجب قانون المالية لسنة 1989.