الأخبار

الرحيلي: “يتم التعامل مع كميات الأمطار الهامة بآليات تقليدية”

today19/12/2023 35

Background
share close

قال الخبير في التنمية حسين الرحيلي اليوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2023، إنه لا يمكن تعبئة كل الموارد المائية السطحية، حيث أن التساقطات لا تصل بأكملها إلى السدود.

وأبرز الرحيلي لدى مداخلته ببرنامج اكسبراسو أن الأمطار في الفترة من 1 إلى 17 ديسمبر ساهمت ب82.5 مليون متر مكعب من المياه في السدود، مبينا أن ولاية المنستير ورغم أنها شهدت أعلى نسبة تساقطات، غير أن المياه اتجهت إلى السبخة أو البحر.

كما أشار إلى أن كميات الأمطار التي تصل إلى الموائد المائية أهم بكثير من التي تصل إلى السدود خاصة بمناطق الوسط والجنوب الغربي.

وبيّن الرحيلي أن نسبة امتلاء السدود في حدود 24.4 بالمائة، مرجحا امكانية ارتفاع الايرادات إلى 100 مليون متر مكعب وهي نسبة تبقى ضعيفة، مبينا أن الأمطار الأخيرة عرّت اهتراء البنية التحتية للطرقات وضعفها.

 

تواصل اعتماد خطة تقليدية لتعبئة الموارد المائية السطحية

وأضاف “يتواصل اعتماد خطة تقليدية لتعبئة الموارد المائية السطحية في ظل تواصل التعويل على المناطق التقليدية التي تحتوي على سدود دون التفكير في الكميات الكبرى من المياه التي تضيع في قنوات الصرف الصحي وقنوات تصريف مياه الأمطار في المدن”.

وتابع قائلا “حتى الدول التي تشهد كميات هامة من الأمطار وامكانيات مائية قامت بتغيير سياساتها والتقاليد البالية والتقنيات القديمة في تخزين مياه السليان، وفي تونس لازلنا متأخرين، حيث يتم التعامل مع كميات الأمطار الهامة بآليات تقليدية”.

وأوضح أن الكميات التي يتم تحصيلها من الأمطار لا تتجاوز 18 بالمائة وهي ذات النسبة منذ 60 سنة، متسائلا “هل تم جهر الأودية لضمان وصول المياه بشكل سلس وهل تم تنظيفها من الأتربة المتراكمة والنفايات”.

 

ضرورة إعادة النظر في السياسات التقليدية

وشدد على ضرورة إعادة النظر في السياسات التقليدية، مبينا أن مشكل المياه ليس ظرفيا وإنما هيكليا وهو ما يتطلب استثمارات على مستوى المدن والأرياف والفلاحين، والاشتراك في الرؤية والتعامل مع الموارد المائية.

وأكد الرحيلي توفر طاقات شبابية ومهندسين، إلى جانب إنجاز عديد البحوث في رقمنة الماء، معتبرا أن هناك “هوة بين البحث والسياسات المطبقة، وهو ما يتطلب قرارا سياسيا وإعادة نظر في القوانين”.

وبيّن أن رقمنة مياه الري تساهم في تحقيق ربح على مستوى الماء والكلفة وبالتالي زيادة القدرة على الإنتاج والتنافسية داخليا وخارجيا.

وقال الرحيلي “هناك مشكل كبير على مستوى رؤيتنا وتصورنا لمشكل المياه ولا بد من التطور وضخ أموال في الميزانية، كما أن كميات الأمطار الكبرى لم تعد في الشمال وأقصى الشمال بل أصبحت في الوسط والجنوب الشرقي والوسط الشرقي بالتالي يجب تغيير نمط تصريف وتعبئة الموارد”.

 

“يكفي من بناء سدود ضخمة”

وَأضاف “يكفي من بناء سدود ضخمة وبكلفة كبيرة، ويجب التوجه أكثر نحو الفسقيات والماجل، كما يتعين خلال السنوات الخمس القادمة تغيير كراسات الشروط الخاصة بالبناء في المدن ومحاولة تشريك كل الأطراف في مجال المياه الذي يهم الجميع”.

وتابع قائلا “لا بد من اعتماد الحلول الأقل كلفة والبناء عليها للوصول إلى تحلية مياه البحر بالنظر إلى ارتفاع كلفتها الطاقية .. ووزارة الفلاحة مرتبطة بعقلية تقليدية في حين أن الماء قضية مواطنية”.

 

Written by: waed



0%