الأخبار

الرصد الجوي: “احتمال وقوع رجّات أخرى..”

today18/02/2025 516

Background
share close

أكد رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان حامدي، اليوم الثلاثاء 18 فيفري 2025، أن تونس ليست بمعزل عن النشاط الزلزالي التكتوني، وتشهد وتيرة هزّات أرضية مهمّة، ولكن تعتبر ضعيفة فمعتدلة، على عكس بعض البلدان، التي تشهد نشاطا زلزاليا قويّا ومدمرا، على غرار إيطاليا والمغرب وتركيا ومؤخرا اليونان.

وذكرحامدي في تصريح “لوكالة تونس إفريقيا للأنباء”، أن كل من مناطق المكناسي والمزونة ومنزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد ومنطقة السند من ولاية قفصة، قد شهدت تواتر رجات أرضية منذ 3 وحتّى 17 فيفري 2025، بمعدل تراوح بين 2 و3 درجات من سلم ريشتر، باستثناء رجتين تراوحت قوّتها ما بين 4 و5 من سلم ريشتر بجهتي المكناسي والمزونة.

ويعود هذا النشاط، وفق المسؤول، إلى تفعيل نشاط شبكة من الصدوع والفوالق، نشطة في فترة الميوسين، التي تعود إلى ما بين 23 مليون إلى 5 مليون سنة.

وفسر حامدي، في هذا الصدد، أن طول الصدع الأوّل يقدّر ب32 كلم يمتد من نهاية المحور الشمالي الجنوبي ويفصل بين مدينتي المزونة والمكناسي وعند نهايته يمتد فالقين بطول 14 كلم و 24 كلم في اتجاه شرقي-غربي، يشقان جبل بوهدمة وعند نهايتهما ينحرف هذا الصدع في اتجاه شمالي-غربي نحو مدينة السند.

وأفاد أن هذا النشاط يندرج ضمن تحرك الكتل الصخرية المشكلة هناك، والتّي تشقها هذه الصدوع، بفعل تراكم طاقة الضغط، التي تتعرض إليها في إطار السياق العام للحركة الديناميكية للصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية اللتان تشهدان تقارب متواصل بمعدل من 15 مليمتر إلى 25 مليمتر في السنة، وعند وصول قوى الضغط هذه إلى قيمة معينة تتلاشى فجأة وعلى مدار أيّام أو أشهر على مستوى الإنكسارات في شكل هزّات أرضية.

أما في ما يخص الرجّة، التّي وقعت في غار الدماء من ولاية جندوبة، فهي تعود إلى صدوع نشطة منذ فترة البليستوسين من حوالي 11،7 مليون سنة إلى 2،6 مليون سنة وهذه الصدوع هي شبكة متوازية ذات اتجاه جنوب غربي إلى شمال شرقي تمتد من واد مليز من ولاية جندوبة إلى رأس الصيراط ورأس إنجلة من ولاية بنزرت.

وأردف المسؤول القول” في ظل هذا السياق العام الجيولوجي والتكتوني للبلدان، المحاذية لحوض البحر الأبيض المتوسط، بضفتيه الشمالية والجنوبية، فان البلاد التونسيّة باعتبارها تقع في الضفّة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط والنهاية الشمالية الشرقية للكتلة القارية الإفريقية، فهي تواكب هذا النشاط الزلزالي التكتوني”.

احتمال وقوع رجات أخرى

ولفت حامدي، إلى احتمال وقوع رجّات أخرى يبقى قائما بدرجات متفاوتة، سواء في المناطق، التي شهدت نشاطا زلزاليا في المدة الأخيرة أو في مناطق أخرى من البلاد التونسيّة، ولكن تبقى دون تأثير كبير على الممتلكات والأفراد، ماعدا المباني القديمة وسريعة التأثر بالهزّات.

وطمأن، في هذا الصدد، المواطنين ودعاهم إلى توخي الحذر واتباع إجراءات السلامة ومتابعة النشاط الزلزالي عبر موقع المعهد الوطني للرصد الجوي.

وكان المعهد الوطني للرصد الجوي، قد أصدر بلاغا بخصوص حدوث رجّة أرضية، يوم 3 فيفري 2025، بقوّة 4،9 على سلم رشتر، شرق مدينة المكناسي، تلتها خمس هزّات ارتدادية، من 3 وحتّى 6 فيفري 2025، بقوّة تراوحت بين 2 و3 درجات، وذلك في جهات المكناسي والمزونة وغرب قفصة.

كما رصد المعهد أمس، 17 فيفري 2025، على الساعة 21 و45 دقيقة بالتوقيت المحلي رجّة أرضية بقوّة 4،1 من سلم رشتر، تلتها رجتين في كل من السند والمحرص بمعدل من 2 إلى 3 من سلم رشتر، كما سجل المعهد يوم 18 فيفري رجة ضعيفة شمال شرق منطقة غار الدماء من ولاية جندوبة بقوّة 2،5 على سلم رشتر.

وات

Written by: Rim Hasnaoui



0%