السنوسي: “غياب حقيقي لموضوع حرية التعبير في خطاب سعيد..”

قال هشام السنوسي عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري “الهايكا”، اليوم الأربعاء 3 ماي 2023، إنه “لا وجود لحرية تعبير دون رؤية واضحة من السلطة التنفيذية”.

وأضاف السنوسي خلال حضوره في برنامج اكسبراسو “هناك غياب حقيقي لمسألة حرية التعبير في خطاب رئيس الجمهورية، وكل تدخل من السلطة بأتي في إطار ردة فعل”.

وأشار إلى زيارة رئيس الجمهورية أمس الثلاثاء إلى مكتبة الكتاب، بعد”مصادرة الكتب”، قائلا “هو في حالة دفاع نظرا لوجود أخطاء ترتكب” وفق قوله.

واعتبر عضو الهايكا أنّ كل الأحزاب الحاكمة منذ الثورة لم تقدم أي تصور لحرية التعبير بما في ذلك فترة حكم الباجي قائد السبسي، مضيفا “لم توجد أي سلطة تعاملنا معها بأريحية باستثناء فترة حكم الياس الفخفاخ، حيث تمت مطالبة الهايكا بتقديم ملفات الفساد، دون ذلك كنا نؤكد وجود ملفات خطيرة وتحويلات من مؤسسات إعلامية بقيمة ملايين الدينارات ومع ذلك يتم التستر” على حد قوله.

وأفاد السنوسي بأنه تم التطرق إلى “ملفات الفساد مع رئيس الجمهورية قبل 25 جويلية، حيث كانت سترفع إلى مجلس الأمن القومي، لكن بعد 25 جويلية انقطعت السبل وانتهى الأمر بإعتبار موقف الهايكا من الانتخابات التشريعية”.

وأضاف “لا وجود لأي علاقة مع السلطة التنفيذية، والهايكا تواصلت وتجاوزت المدة القانونية لأن مجالس النواب لم تنجز قوانين خاصة بها، وكان هناك تلكؤ طيلة 10 سنوات”.

وتابع قائلا “الهايكا حاليا لم تعد دستورية، في المقابل لا وجود لقانون أساسي أو مرسوم لتعويضها، وسيتواصل التلكؤ، كما أن الهيئة اليوم تحت رقابة إدارية وقد تم تطويع الجهاز الإداري داخل الهايكا من قبل الحكومة، حيث لا يمكن التواصل مباشرة مع وسائل الإعلام إلا بحصول موافقة من الكاتب العام للهيئة” وفق تأكيده.

مستقبل الهايكا صعب .. وغياب للتواصل مع السلطة التنفيذية 

واعتبر ضيف البرنامج أنّ “مستقبل الهايكا صعب”، قائلا “نأمل أن نواصل التعديل ولكن أعتقد أن الموقف الذي يجب إتخاذه من كل أعضاء الهيئة هو الاستقالة، لا بد من الاستقالة في ظل هذه الخروقات ونحن نناقش ذلك بشكل جدي”.

وأوضح أن الهيئة تنتظر تمرير القانون بمجلس النواب، مضيفا “مادامت فكرة الحوار غير موجودة فيما يتعلق بالسياسة والأطراف الاجتماعية فلن توجد في علاقة بالهايكا”.

وعبّر السنوسي عن أسفه من غياب أي تحاور مع أي طرف، مبينا أنّ “المراسلات لرئيسة الحكومة ورئيس الجمهورية لا تلقى إجابة”، متسائلا “إلى متى يتواصل الهروب إلى الأمام؟”.

“سردية الفساد لا تنطبق على الهايكا”

وأضاف “سردية الفساد لا تنطبق على الهايكا، حيث أنّ العمل الذي قامت به والمجابهة خلال 10 سنوات وفضح الفساد في الاعلام لا يمكن انكاره، كما أنّ رئيس الجمهورية عبّر عن الدور الذي قامت به الهيئة، وعدم ايقافها إلى الآن دليل أنه لا يمكن الحاقها بمنظومة الفساد والمنظومة القديمة” وفق تعبيره.

واعتبر السنوسي أنّ “الخطر هو أن لا تتم مناقشة حرية التعبير”، مبينا أنه تم تقديم  مشروع يتعلق بالإذاعات والتلفزات للحكومة يتمثل في صندوق دعم استقلالية وجودة مضامين وسائل الإعلام.

وشدد على “ضرورة إنشاء هذا الصندوق الذي سيكون له أثر كبيرا”، خاصة وأنّ الدولة تتحمل في السنوات الأخيرة إنحدار جودة وسائل الإعلام.

ولفت أيضا إلى أنه تم تقديم مشروع قانون إلى الحكومة تم بالاتفاق مع الاذاعات والتلفزات حول قيس نسب الاستماع والمشاهدة إضافة إلى مشروع أساسي يتعلق بالهايكا.