Express Radio Le programme encours
وأضاف رياض الشعيبي لدى مداخلته في برنامج لـكسبراس، أن “الأسبوع الأخير شهد تصعيدا لعملية الاستهداف، خاصة بالنظر إلى توعية الأشخاص الذين تم استهدافهم، من رئيس الحركة بالنيابة ورئيس مجلس الشورى”.
وأكد أن المكتب التنفيذي للحركة في اجتماع مفتوح وكل مؤسسات الحركة في حالة طوارئ لمتابعة التطورات والتعاطي معها.
وأشار إلى أن وضع رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني قيد الإقامة الجبرية لم يمنع انعقاد المجلس، كما أوضح أنه تم إيقاف منذر الونيسي رئيس حركة النهضة بالنيابة خلال تدخله في اجتماع المكتب التنفيذي للحركة المنعقد عن بعد، وواصل المكتب اجتماعه وقرر البقاء في حالة انعقاد.
وقال إن “الإصرار على حرية التنظم وحرية التعبير وتنظيم التظاهرات المهمة على غرار مؤتمرات الأحزاب يعدّ في حد ذاته تحديا للإجراءات التعسفية والتراجع الكبير عن المكاسب الديمقراطية الذي تشهده البلاد”.
وأضاف رياض الشعيبي، أنه “كان من المتوقع أن تتخذ السلطة جملة من الإجراءات لمنع انعقاد مؤتمر حركة النهضة ولكننا كنا مُصرّين رغم ذلك على الاستمرار، واليوم بعد هذا التصعيد الأخير تكون السلطة قد كشفت عن نواياها الحقيقية في التعاطي مع حرية التعبير والتنظّم”.
وأوضح أن “الحركة ستتخذ القرارات التي تراها مناسبة، ومن الأولويات اليوم مواصلة المشاركة في الدفاع عن المسار الديمقراطي ضمن جبهة الخلاص، والاعتقالات الأخيرة لن تؤثر على هذا الخيار السياسي ولن تؤدي للضغط على الحركة للتراجع عن هذا التوجه”.
وأضاف أن “حركة النهضة مُطالبة أيضا بالدفاع عن مؤسساتها وقياداتها وبأن تُثبّت حقها القانوني والطبيعي في التواجد مثلها مثل أي كيان سياسي آخر في البلاد”، وقال إن الإجراءات التي ستتخذها الحركة ستكون في اتجاه تثبيت هذا الحق إما من خلال التوجة إلى القضاء أو من خلال سدّ الشغور في مناصب الأشخاص الذين وقع اعتقالهم.
وقال رياض الشعيبي، إن “وجود مخطط لدى السلطة لمحاولة تفكيك حركة النهضة من الداخل ليس مفاجئا، وأكد أن ذلك كان متوقعا”، وشدد على أن “الحركة تؤكد النأي بنفسها عن صراع الأجنحة الداخلية صلب النظام الحالي”.
وأضاف أن “الأيام القادمة ستكشف الكثير من المعطيات الجديدة حول حيثيات التسريبات والظروف المحيطة بها وخلفية كل طرف، لأنه من الواضح أن الصفحات والأشخاص الذين ينشرون هذه التسريبات على ارتباط بجهات معينة داخل السلطة في إطار صراعهم مع أجنحة أخرى تنافسهم” وفق تقديره.
ويذكر أن وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس كانت قد أذنت لإحدى الفرق الأمنية المختصّة بمباشرة الأبحاث اللازمة للكشف عن ملابسات تسجيل صوتي منسوب إلى الرئيس المؤقّت لحركة النهضة منذر الونيسي.
ويشار إلى أن تسريبات صوتية منسوبة لرئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي أثارت جدلا واسعا على صفحات التواصل الإجتماعي، بعد تداول تسجيل لجزء من محادثة هاتفية، قالت الصحفية شهرزاد عكاشة إنها جمعتها بالونيسي في علاقة بالصراعات داخل حركة النهضة في المرحلة القادمة.
وقال الشعيبي، إن استدعاء علي العريض وحمادي الجبالي القياديين السابقين في الحركة، ورئيسا الحكومة السابقين، يأتي في إطار عجز السلطة عن ايجاد ملف حقيقي يدين من حكموا خلال السنوات السابقة، وتوجهت نحو فتح ملفات عقود إسداء خدمات تحكمها رقابة الهيئات الإدارية ولا دخل للقضاء فيها وفق تقديره.
واعتبر أن “هذه الممارسات تعد عبثا، بعد عجز السلطة الحالية عن إيجاد ما يمكن أن تدين به التصرف المالي والإداري في الحكومات المتعاقبة على السلطة في السنوات السابقة”.
وبيّن أن “حركة النهضة ليست الوحيدة المستهدفة بمثل هذه الممارسات، وإنما كل العائلات السياسية والنشطاء السياسيين”، واعتبر أن “السلطة تستهدف اليوم كل الديمقراطيين في البلاد سواء المستقليين منهم أو المنضوين تحت أحزب”.
واعتبر ضيف برنامج لـكسبراس، أن “التوغل في مزيد من الإجراءات تجاه الأحزاب السياسية من قبيل منعها أو حظرها أو منع مؤتمراتها لن يزيد الوضع إلا تعفنا وتأزما”، وقال إن الصراع السياسي يتحول أحيانا إلى طريقة للإلهاء عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطن التونسي.
وفيما يتعلق بوضعية الموقوفين، اعتبر رياض الشعيبي، أنها “سيئة” خاصة فيما يتعلق بالوضع الصحي لعدد منهم، وقال إن “وضعية القيادي بالحركة محمد بن سالم هي الأكثر إيلاما حيث أصبح مُقعدا، إضافة إلى وضعية مقلقة للقيادي بالحركة سيد الفرجاني” وفق تأكيده.
Written by: Asma Mouaddeb
الأزمة السياسية حركة النهضة رياض الشعيبي عبد الكريم الهاروني