Express Radio Le programme encours
وقال الطرابلسي لدى مداخلته ببرنامج ايكوماغ إن العالم المتقدم يتعافى من شيئا فشيئا من أزمة الكوفيد والتضخم والحرب الأوكرانية الروسية والحرب في غزة، وفي المقابل يرتفع التداين في القارة الإفريقية، كما أن تراجع التضخم ليس بالسرعة اللازمة لتتمكن الدول من الاستثمار وخلق الثروة، هذا بالإضافة إلى مشكل التغيرات المناخية.
ولفت إلى أن العالم يتحول ويدمج الاستدامة ضمن استراتيجية العمل والتخطيط للمخاطر، مشيرا إلى أن محافظ البنك المركزي فتحي النوري تحدث عن الاستدامة كتوجه استراتيجي للبنك وهي نقطة إيجابية.
وأضاف “الاستثمار في الاقتصاد الأخضر هو الذي يدفع المستثمر في تونس والخارج للاقبال على الاستثمار في بلادنا”، مؤكدا أن “الاقتصاد التونسي يشكو صعوبات ولكن ليس الوحيد، حيث أن هناك دول أخرى كانت تشكو نفس الصعوبات ونجحت في تجاوزها عبر اعتماد الإصلاحات الهيكلية والاستثمار في العلم والاستدامة”.
وتابع قائلا “لتونس الكفاءات والقدرات لتجاوز المرحلة، كما أن الاقتصاد التونسي أثبت أنه صلب على الرغم من محدودية الإمكانيات”، واعتبر أن توفر التمويلات من صندوق النقد والبلدان الأخرى لتونس من شأنه رفع نسبة النمو من 1.9 بالمائة إلى 3 و4 بالمائة وهو ما سينعكس إيجابيا على المواطن” وفق قوله.
ولاحظ أن هذه الاجتماعات تقدم من خلالها تونس صورة واقعية وصحيحة لجلب المستثمر، مضيفا “تونس عضو في صندوق النقد الدولي والاختلاف حول طريقة الإصلاحات لا يعني أن هناك إشكاليات”.
كما لاحظ أن الوفد التونسي قام ضمن أجندته بنقاشات مع صندوق النقد والبنك الدولي والمستثمرين، كما أنه سوق لتونس بشكل جيد وهو مجهود يثمن، وفق قوله.
وبيّن أن تون ستتنافس إلى جانب 97 دولة أخرى للحصول على التمويل، موضحا أن فسخ الديون إجراء معقد جدا.
وأضاف “لا وجود لشفافية فيما يتعلق بالديون حيث أن 30 دولة فقط من مجموع 190 دولة تطبق معايير محاسبية لمعرفة الوضعية الحقيقية لديونها”.
وأردف “هذه فرصة لتونس لتقوم بإعادة هيكلة الديون لتمويل الاقتصاد الأخضر، وهو برنامج يتوجه فيه صندوق النقد الدولي، حيث قام ببعث برنامج تمويل “Resilience and Sustainability Trust” لفائدة البلدان التي تقدم برامج التنمية المستدامة.
وشدّد محدثنا على أن تونس تزخر بكفاءات عديدة في الاقتصاد الأخضر، حيث يمكن إعداد هذه البرامج والتعامل بطريقة إيجابية مع فرصة التمويل.
كما أكّد على ضرورة توفر إرادة من الحكومة التونسية لتقليص البيروقراطية واعتماد منوال تنمية يرتكز على البراغماتية والإنجاز، ملاحظا أنه بالإمكان تطوير منوال الحوكمة الحالي وإصلاحه.
ولفت ضيف ايكوماغ إلى أن دراسة الملفات التي تستغرق 19 شهرا تعد فترة طويلة وهناك كلفة لذلك، ومن بين أهدف البنك الدولي تقليص الفترة إلى 12 شهر وهو أمر مهم جدا للقارة الإفريقية.
وأضاف “هناك إرادة حقيقية ووعي من المؤسستين الدوليتين”، مبينا أن ما طلب من تونس له كلفة اجتماعية كبرى، في حين أن السلم الاجتماعي مهم جدا.
وأكّد أن النقاشات متواصلة ولم تنقطع، وستتم قريبا المراجعة الروتينية لصندوق النقد ستتم في تونس، مبينا أنه “لا مفر من الإصلاحات ليس لأن صندوق النقد يطالب بتفعيلها وإنما بالنظر إلى عدم وجود نمو دون القيام بها”.
وفي ختام لقائه وصف سمير الطرابلسي الأستاذ جامعي في الحوكمة والمحاسبة بجامعة BROCK UNIVERSITY، لقاءات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بلقاءات عدم اليقين .. والترقب، وفق قوله.
وللتذكير شاركت تونس في اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي التي التأمت بواشنطن من 15 إلى 20 أفريل 2024.
Written by: waed