الأخبار

“الفقر أصبح مرئيا وملموسا في تونس .. وتأثيره كبير على الأطفال”

today16/12/2024 131

Background
share close

يعيش 26 بالمائة من إجمالي 3,4 مليون طفل في تونس تحت خط الفقر (حوالي 826 ألف طفل) و5,1 بالمائة في فقر مدقع، حسب دراسة أعدتها منظمة “اليونيسف” بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية (CRES) ووزارة الشؤون الاجتماعية.

وأظهرت الدراسة التي نشرتها منظمة”اليونيسف”، على موقعها الالكتروني، وجود تفاوت كبير في معدل فقر الأطفال بين المناطق حيث يبلغ معدل فقر الأطفال في المناطق الريفية 36 بالمائة مقابل 20 بالمائة في المناطق الحضرية.

وأشارت إلى أن 50 بالمائة من الأطفال في منطقة الوسط الغربي يعيشون في أسر فقيرة، مقارنة بـ 8 بالمائة فقط من الأطفال في تونس الكبرى.

 

وفي تعليقها على هذه النسب، قالت أستاذة علم الإجتماع نسرين بن بلقاسم، اليوم الاثنين 16 ديسمبر 2024، في تصريح لبرنامج اكسبراسو، إن ظاهرة الفقر تتفاقم في تونس، وهو ما أدى إلى ارتفاع ظواهر العنف والتسول والإنحراف والجريمة..

واعتبرت أن “الفقر يقتل الطموح بالنسبة للأطفال ويمنعهم من الحقوق الأساسية”، مشيرة إلى أن تسول الأطفال ناتج عن الاستغلال الأسري، كما أن هناك هجرة للأطفال القصر نتيجة الفقر، حيث أنهم في عديد الأحيان يتحملون مسؤولية إعالة الأسرة.

وأوضحت أن الأطفال الذين يعيشون الفقر والخصاصة تبنى لديهم جملة من العقد الاجتماعية، وخاصة عبر قيامهم بالمقارنات ببقية الأطفال، وهو ما يتسبب في ارتفاع نسبة الجريمة، كما يولد عدم الرغبة في الانتماء للعائلة ولتونس..

وأكدت أن هشاشة الظروف الاقتصادية للأسرة لها دور سلبي على الطفل على جميع المستويات، مشددة على أن الفقر والخصاصة التي يعيشها الطفل تؤثر عليه كامل حياته.

 

“الفقر بات مرئيا وملموسا في تونس”

وتحدثت عن غياب وإغلاق أعداد كبيرة من دور الشباب والثقافة، حيث يتعين على الدولة التدخل، معتبرة أن هناك خيطا رابطا بين الفقر والانقطاع عن الدراسة والجريمة.

وأضافت “الفقر بات مرئيا وملموسا في تونس، وهناك انعدام للبراءة لدى الأطفال، وأصبحت الجريمة مرتبطة بالطفولة”، كما ارتفع منسوب العنف في الوسط التربوي.

واعتبرت أستاذة علم الإجتماع نسرين بن بلقاسم أن دور الأسرة الاجتماعي أصبح ملغيا، واقتصر على الإنفاق في ظل غياب التربية، مضيفة “من الضروري أن تهتم الدولة بهذه الفئة وتربية الأطفال على الانتماء للدولة، حيث أن الأطفال أصبحوا يرغبون في الهجرة وهو ما يبنى عند توفر كل الحقوق الأساسية”.

وشددت على أن نجاح التلاميذ في المناطق الداخلية ليس هينا في ظل تحدي صعوبة الظروف، مضيفة “على الأسرة استعادة دورها في التنشئة الاجتماعية، وعلى الدولة الاهتمام أكثر بالتعليم، حيث أن انهياره يشكل خطرا كبيرا على الأطفال بما يؤثر على مستقبل البلاد”، وفق قولها.

 

 

 

Written by: waed



0%