Express Radio Le programme encours
وبيّن الكرباعي في تصريح لبرنامج اكسبراسو أنّ “زيادة طلبات اللجوء والهجرة أصبحت تمثل إشكالا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كما أنّ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني معادية للمهاجرين وبرنامجها يقوم على الحد من الهجرة والمهاجرين غير النظاميين، كما هو الحال بالنسبة لرئيس الحكومة الهولندي الذي سقطت حكومته بسبب مسألة الهجرة، وهو في حملة انتخابية”.
واعتبر الكرباعي أنّ الهجرة غير النظامية أساس الاتفاق، وايطاليا والاتحاد الأوروبي يضعون أمام تونس إمكانية التنسيق في منطقة البحث والانقاذ والتي تخضع للرقابة والتشارك مع ليبيا ومالطة وإيطاليا “وهي معترف بها من قبل هذه الدول وغير معترف بها أمميا باعتبار أن ليبيا دولة غير آمنة ومن العبث ارجاع المهارجين إليها”.
“المسؤولية غير إنسانية .. وعمليات الإنقاذ غير صحيحة”
وبيّن أنّ “النشاط في هذه المنطقة يكون في مياه إقليمية وبالتالي يكون هناك رصد لمراكب وارجاعها أو انقاذها أو إعادتها، وتلتزم تونس بإعادة المهاجرين وترحيلهم وهو ما يعد مخالفا للقوانين الدولية لأن هناك من هم قادمون من دول غير آمنة”.
واعتبر أنّ “العمل لا يرتقي إلا أن يكون بمثابة حارس حدود وهي مسؤولية غير إنسانية”، مشيرا إلى أنّ “الاتفاقية تنص على أن لا تكون تونس حرس حدود”.
وأضاف “سعيد يقول إن تونس ليست حرس حدود، في حين أنه تم منذ 2019 ارجاع 79 ألف مهاجر”، مبينا أنّ “عمليات الهجرة غير النظامية ترصد عبر طائرات مسيرة تخرج من قواعد عسكرية من مالطة أو إيطاليا وتراقب عمليات الهجرة وتعطي الاحداثيات لحرس الحدود وعادة ما تكون تونس الأقرب وتتنقل للمهاجرين”.
ولفت إلى أنّ “عمليات الإنقاذ غير صحيحة”، ومن يقوم بها في الواقع هي جمعيات ومنظمات غير حكومية عبر قواربها.
المقاربة الانسانية التي يتحدث عنها قيس سعيد تنتفي ..
وأضاف “المقاربة الانسانية التي يتحدث عنها قيس سعيد تنتفي عند وفاة تونسي في مركز حجز وترحيل في مرسيليا نتيجة اختناق وعندما يدين القضاء الإيطالي سجانين بعد اعتدائهم وتعذيبهم لتونسيين”.
واعتبر أن ذلك “يكون عبر آليات رقابة، هي غير موجودة” وبالتالي لا يمكن الحديث عن مقاربة إنسانية، وأشار إلى ما اعتبره معاناة من قبل المهاجرين في مراكز الحجز والترحيل في ظل غياب العناية.
كما تحدث عن “إدانة البرلمان الايطالي لعملية ترحيل مهاجرين تونسيين، حيث تشير التقارير الطبية والحقوقية إلى أنّ عمليات الترحيل تكون تحت التخدير وتحت أدوية نفسية، وبالتالي لا وجود لمقاربة انسانية”.
وأضاف قائلا “الإيطاليون يعتبرون أنها مذكرة عار، لأن فيها اتفاق مع دولة قامت بتهجير مهاجرين من مساكنهم ودفعهم إلى مناطق حدودية وهناك اعتداءات على المهاجرين”.
وتابع قائلا “سيكون هناك تضييق خناق على المهاجرين في ظل مواصلة خرق المعاهدات والاتفاقيات الدولية وسيلقى الاتفاق معارضة كبيرة”.
وأوضح أنّ الاتفاق يجب أن يحظى بموافقة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، كما ستقوم لجان برلمانية في الاتحاد الأوروبية بصياغة المحاور الكبرى، مشددا على أن المحور الأساسي هو الهجرة.
الديمقراطية والتشاركية لا تكون بهذا الشكل..
وقال الكرباعي “الديمقراطية والتشاركية لا تكون بهذه الطريقة، وكان يفترض أن يتم تناول المذكرة إعلاميا ومجتمعيا ودراستها وخلق رأي عام وليس التوقيع قبل نشرها”.
وأضاف “خطاب رئيس الجمهورية نثر وسرد وإنشاء ولم يتحدث عن محتوى الاتفاقيات وإنما يتحدث عن المنصات والسيادة كالعادة” على حد قوله.
وتابع قائلا “استمعنا إلى مفوضة الاتحاد الأوروبي والتي تناولت المذكرة نقطة بنقطة، وأعتقد أن رئيس الجمهورية لم يفهم ماهي أبرز نقاط الإتفاقية” وفق قوله.
وبيّن أنّ “المساندين لقيس سعيد يعتبرون في الاتفاقية ربحا، في حين أنّ مبلغ 150 مليون أورو سيكون في شكل مساعدات لوجستية وليست مالية، كما أنّ مبلغ 900 مليون أورو لن يتم رصده إلا بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والنجاح الذي يتم الترويج له غير موجود” على حد قوله.
وعبّر عن استغرابه من الترحيب بالترفيع في الترحيل القسري للتونسيين، مؤكدا أنه “سيتم معاملتهم بطرق غير انسانية”، معتبرا أنّ “الاتفاقية غير متوازنة وكان يفترض أن تكون هناك رؤية أشمل وتوسع في منطقة شمال افريقيا لتشمل بقية الدول المعنية”.
وتساءل “كيف لتونس أن تحارب إيطاليا وهولندا والاتحاد الأوروبي وجوريجا ميلوني ومارك روته المعروفين بمعاداتهم للمهاجرين!، مضيفا “عن أي ربح نتحدث” وفق قوله.
وأكّد أنه “لا يمكن أن تقدم جوريجا ميلوني مقاربة انسانية للهجرة، وبالنسبة لهم يتعلق الأمر بترك المهاجرين يموتون خارج حدودهم” على حد قوله.
وقال الكرباعي إنّ “هناك من بين التونسيين من لا يريد قدوم مزيد من المهاجرين التونسيين إلى إيطاليا، والاتفاق لا انساني ويجعلنا سجانين وحرس حدود” على حد قوله.
Written by: waed