الأخبار

“المنوال التنموي فشل تماما ولم يعد قادرا على أداء دوره”

today02/11/2023 95

Background
share close

قال الأستاذ الجامعي في العلوم الاقتصادية منجي مقدم، اليوم الخميس 2 نوفمبر 2023، إن النظام البنكي يلعب دورا أساسيا نظرا لكونه يساهم بـ 80 إلى 90 بالمائة من حاجيات تمويل الاقتصاد التونسي.

وأضاف منجي مقدم لدى حضوره في برنامج إيكوماغ، أن النظام البنكي يبقى رغم ذلك دون مستوى التطلعات، بحكم طبيعة النظام الحالي، قائلا “البنك يسعى إلى الربح لضمان ديمومته ولا يمكن أن تطلب منه تمويل الفلاحة والمناطق الداخلية وتحمل المخاطر المطروحة”.

وأفاد بأن “البنوك المختصة على غرار البنك الوطني الفلاحي وصل إلى وضعية صعبة وتدخلت الدولة لسنوات، ثم تخلّى عن هذا الدور ليضمن ديمومته” وفق قوله، مشيرا إلى أن “المنوال التنموي فشل تماما ولم يعد قادرا على تأدية دوره وتقديم أي خدمة للاقتصاد الوطني”.

وتحدث عن ظاهرة تهريب الأموال باعتماد وسائل غير قانونية، وكذلك بطرق قانونية أو ملتوية، مضيفا “الشركات الأجنبية غير المقيمة، لا تخدم الاقتصاد الوطني في شيء إلا من خلال أجور زهيدة وخلق مواطن شغل، إلى متى سيتواصل ذلك؟”.

وأضاف أن عدد البنوك في تونس يصل 23 بنكا مقيما وحوالي 8 بنوك غير مقيمة، في حين أن هناك 9 بنوك فقط في المغرب، لـ 35 مليون مواطن، معتبرا أن هناك اشكالية على مستوى حجم البنوك، وتساءل “هل الاقتصاد التونسي في حاجة إلى كثرة البنوك؟”.

وقال إن “هناك مشكلا في التركيبة ونحن في حاجة إلى أنماط جديدة من البنوك”، واعتبر أن عملية دمج البنوك وإعادة هيكلة المنظومة ليست عملية سهلة وتحتاج إلى توفر الإرادة السياسية.

 

وأفاد منجي مقدم لدى حضوره في برنامج إيكوماغ، بأن نسبة الادخار شهدت تدهورا كبيرا، حيث انخفضت من 22 بالمائة عام 2010، إلى 4 بالمائة عام 2020، وتحسنت النسبة بشكل طفيف مؤخرا.

وأشار إلى أن الادخار يمثل مصدرا مهما لتمويل الاستثمار إلا أن عدة عوامل تسبب في عدم تطور نسبة الادخار على غرار عدم الثقة في البنوك ونسبة الفائدة الضعيفة وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن.

واعتبر أن إعادة هيكلة قطاع التأمين وتطوير السوق المالية سيمكن من عودة نسبة الادخار للارتفاع.

وقال إن المنوال برمته وصل إلى طريق مسدود، ومن الضروري وضع سياسات جديدة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وأكد ضيف برنامج ايكوماغ، على أنه لا يمكن تمويل الاقتصاد بصفة جدية في إطار المنظومة الحالية، ومن الضروري تغيير المنوال التنموي برمته، وتفادي الاقتراض والتعويل على الخارج في تمويل الاقتصاد.

 

Written by: Asma Mouaddeb



0%