Express Radio Le programme encours
وتقرر برمجة جلسة عمل وزارية ثانية للموافقة على مشروع مجلة الصرف بعد التعديل، ليتم برمجته في مجلس الوزراء في أقرب الآجال، ومن ثمة تقديمه لمجلس نواب الشعب.
وفي تعليقه أكّد المحلل المالي بسام النيفر اليوم الثلاثاء 27 فيفري 2024، أن هذه الخطوة تعد إيجابية، حيث تواصلت المطالبة منذ سنوات بمجلة صرف، وعلى الرغم من أنه تم تقديم مشروع للمجلس في السابق وأيضا مسودة مشروع، إلا أنه لم يتم تحقيق تقدم في هذا الملف.
وأضاف لدى مدخلته ببرنامج اكسبراسو “تقديم مجلة جديدة للصرف خطوة إيجابية، خاصة في ظل حضور الوزارات المعنية وعدد كبير من الوزراء”، مشددا على أهمية الصرف بالنسبة للاقتصاد التونسي.
كما أكّد أهمية محتوى المجلة الذي سيحدد تأثير هذا القانون وما ستتضمنه من جديد، مبينا أن مشروع المسودة الذي تم تداوله في السابق لم يكن ثوريا جدا وليس فيه الكثير من التسهيلات، كما تضمن عديد الإحالات على الأوامر”.
وقال النيفر “لا نعرف محتوى القانون الجديد، ونأمل أن يكون النص الجديد في مستوى انتظارات المتعاملين الاقتصاديين”.
وأضاف “هناك مطالبة بتمكين الأشخاص الطبيعيين الذين لا يملكون مؤسسة اقتصادية من التعامل بالعملة الصعبة، واعتماد وسيلة دفع الكتروني بالعملة الصعبة، ولكن في الواقع وفي الوضع الراهن للاقتصاد التونسي وبالنظر لأهمية العملة الصعبة وتعبئة الموارد الخارجية لتسديد الديون والدور الاجتماعي للدولة، استبعد أن يتم التنصيص عليها في القانون أو أنه سيتم التنصيص عليها بشروط”.
وتابع قائلا “التوجه الأساسي للمجلة هو التسهيلات بالنسبة للذين لديهم نشاط اقتصادي بهدف تسهيل عملية التعامل بالعملة الصعبة”، مؤكدا أن تحرير العمليات المالية للمتعاملين الاقتصاديين يسهل التعامل مع الجانب الأجنبي للقيام بالاستثمارات والتوريد وغيرها.
وفيما يتعلق بـالأصول المشفرة “cryptomonnaie” أكد أنه مطلب كبير، مرجحا أن يكون اعتماد ذلك محدودا، خاصة في ظل وجود عديد المشاكل في استعمال العملات المشفرة عالميا.
وأضاف “استعمال هذا النوع من العملات يفتح باب غسيل الأموال، كما أنه من أكثر الأسباب التي قد تؤدي إلى تصنيف الدول في القائمة السوداء لمجموعة غافي GAFI المتعلقة بمكافحة غسل الأموال، كما يتسبب ذلك في خلق سوق موازية للصرف وهو ما دفع بعض الدول إلى منعه”.
وبيّن أنه يمكن السماح بالتعامل بالدينار المشفر تحت إشراف البنك المركزي تجنبا للمضاربة ويكون له نفس قيمة الدينار المتداول، وذلك بهدف تسهيل العمليات الالكترونية، مشيرا إلى وجود مخاطر الكترونية كبرى فيما يتعلق بالأمن السيبراني.
كما تحدث النيفر عن إمكانية أن إقرار عفو بالنسبة للتونسيين الذين يملكون حسابات جارية في الخارج ولم يقوموا بالإعلام بذلك، أو تخفيف العقوبات بالنسبة ومراجعتها، مبينا أن العفو على الصرف يساهم في مداخيل إضافية.
من جهة أخرى أشار إلى مسألة “متعامل الصرف المعتمد” التي تهم الشركات المصدرة الكبرى والتي ليس لها مشاكل تهم الصرف ولم تتعرض لعقوبات، مبينا أن احترامها للقوانين يمنحها هذه الصفة بما من شأنه أن يساهم في تسهيل المعاملات بالنسبة لها، كما أن هذا الإجراء يعد جيدا ويشجع الشركات الأخرى للامتثال للقانون.
وتوقع محدثنا أن تتضمن مجلة الصرف إجراءات هامة بالنسبة للمتعامليين الاقتصاديين ولكن بالنسبة للأفراد لن يكون هناك تغييرات كبرى، معتبرا أن النقطة الأهم هي تسريع العمليات والقيام بالمراقبة بشكل بعدي تجنبا للتعطيلات بالنسبة للشركات.
كما شدد على ضرورة العمل بشكل كبير لتوفير وسائل التغطية لمخاطر الصرف.
وللتذكير أكّد رئيس الحكومة، أحمد الحشّاني، لدى إشرافه على أشغال الجلسة أن مشروع مجلّة الصرف والتدابير المنبثقة عنها، تأتي في إطار مهام وزارة المالية، التي تعمل بإشعارات الصرف ومهام البنك المركزي التونسي.
وقدمت وزيرة المالية، سهام البوغديري، بالمناسبة، عرضا بخصوص مشروع مجلة الصرف الجديدة. وبيّنت المسار التشاركي، الذّي اعتمد لصياغة هذا المشروع، خصوصا، مراجعة مفهوم الاقامة، واقرار مبادىء التحرير لبعض التحويلات المتعلقة بالدفوعات المالية بين البلاد التونسية والخارج، والسماح بالتعامل بالأصول المشفرة، وتطوير منظومة الصرف اليدوي، واحداث صفة متعامل صرف معتمد لتمكين الشركات التونسية من إنجاز التحويلات إلى الخارج على غرار الشركات الناشئة، ومراجعة منظومة العقوبات والخطايا المالية.
وحضر المجلس الوزاري المضيّق، إلى جانب وزيرة المالية، محافظ البنك المركزي وكل من وزيرة العدل ووزيرة الاقتصاد والتخطيط ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة ووزير السياحة.
Written by: waed