برنامج “نمو” لمؤسسة عبد الله الغرير يهدف لتكوين 5 آلاف طالب تونسي في مجال الاقتصاد الرقمي

نظمت مؤسسة عبد الله الغرير الثلاثاء 05 نوفمبر 2024، حدثا اقليميّا تحت عنوان “بناء مستدام: شراكات مبتكرة لتنمية المهارات في المنطقة العربية”، بالتعاون مع مؤسسة تونس للتنمية، بحضور سفيرة الامارات العربية المتحدة إيمان أحمد السلامي، وعدد من الخبراء في التربية ومنظمات غير حكومية ووكالات تنمية وشركات في القطاع الخاص ومنظمات دولية.

وتحدثت دانا الدجاني عن مؤسسة عبد الله الغرير، في تصريح لاكسبراس أف أم، عن هذا الحدث الذي يأتي مواصلة لبرنامج “نمو” التابع للمؤسسة والذي تم اطلاقه سنة 2022، مشيرة إلى أنه يهدف لتعزيز وتطوير المهارات لدى الشباب والشابات والتركيز على منحهم الفرص في المهارات المطلوبة بسوق الشغل.

هدف الوصول إلى 5 آلاف طالب وطالبة من تونس

وقالت دانا الدجاني، إن مؤسسة عبد الله الغرير، تعمل في تونس على برنامج “نمو” بالشراكة مع مؤسسة تونس للتنمية بهدف الوصول إلى الطلاب والشباب في المناطق النائية وتقدم لهم المهارات المطلوبة في سوق الشغل وبالتالي تحسن وضعهم المعيش.

وبينت أن الهدف هو الوصول إلى 2000 طالب وطالبة من تونس، وتم الآن تحقيق نسبة 85 بالمائة ممن تحصلوا على فرص عمل وهو ما يعتبر نجاحا، وفق تأكيدها.

وأفادت الدجاني بأن مؤسسة عبد الله الغرير تعمل حاليا على برنامجين اثنين والهدف هو الوصول لـ5 آلاف طالب  وطالبة، وتكوينهم في الاقتصاد الرقمي، قائلة: “إنه ميدان مطلوب جدا، والمؤسسة ستعمل على تمكين الشباب من استعمال التكنولوجيات الحديثة والتخصص شيئا فشيئا في هذا المجال.

إيجاد حلول مستدامة

وأشارت إلى أنه تم التوسع في برنامج ليشمل دولا من المنطقة العربية مثل تونس والاردن ولبنان، ويسعى لتأهيل 25 ألف شاب عربي بحلول سنة 2026 بما يتماشى والتوامات دولة الامارات في أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف الرابع والثامن والسابع عشر من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الامم المتحدة والتي تدعو إلى توفير تعليم جيد ومنصف وشامل.

من جانبها قالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير، الدكتورة سنية بن جعفر، إن العمل الخيري الاستراتيجي لا يقتصر فقط على المساهمات المالية بل على إيجاد حلول مستدامة، حيث يعالج برنامج نمو الاسباب الجذرية لبطالة الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة للقوى العاملة في المستقبل.

واضافت الدكتورة سنية بن جعفر أن مؤسسة الغرير بتونس تهدف إلى إيجاد حلول قابلة للتطوير تتكيف مع الاحتياجات المحلية مع تعزيز التعاون الاقليمي.

فجوة بين التكوين الأكاديمي في الجامعة وما يحتاجه سوق العمل

وخلال الملتقى قدم أحمد أمين عزوزي، وهو رئيس مكتب استشارات يشتغل على اقتصاد المعرفة، دراسة حول الوضعية العامة للتربية والتعليم والتشغيل في تونس، مبرزا أن مؤسسة عبد الله الغرير من خلال برنامج نمو تأخذ نتائج هذه الدراسة بعين الاعتبار وتحدد من خلالها مجالات تدخلها والفئات والجهات المستهدفة ببرامجها.

وقال في تصريح لاكسبراس أف أم، إن هذه الدراسة تناولت بالدرس الاشكاليات في التعليم والتشغيل في بعض المناطق خاصة الداخلية والوضعيات الصعبة التي قد تعترض أصحاب الشهادات العليا، وقد حددت بعض العوائق التي تواجههم في إيجاد فرص عمل تتماشى مع اختصاصاتهم.

وبين أحمد أمين عزوزي، أن الدراسة ركزت على مشكل يتمثل في عدم التوافق بين التكوين الأكاديمي في الجامعة والمؤهلات المطلوبة في سوق الشغل، مبرزا أن الدراسة ناقشت بعض الحلول المقترحة لمعالجة هذه العوائق والتحديات، والطرق التي يمكن أن تساعد الشباب على اقتحام سوق الشغل.

وأضاف عزوزي، أنهم اقترحوا أن تكون هناك برامج تدريبية إضافية أو تكوينات تخصّصية تساعدهم على اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل. كما يمكن تشجيع الشباب على دراسة مجالات جديدة أو متابعة تكوينات مهنية مكمّلة لاختصاصاتهم، بحيث تزيد من فرصهم في التوظيف وتجعلهم أكثر مرونة وقابلية للتكيف مع متطلبات السوق، لأنهم غالباً ما يجدون صعوبة في العثور على فرص عمل تتناسب مع تخصّصاتهم.

وقال إن هناك فجوة بين ما يدرسه الشباب في الجامعة وما يحتاجه سوق العمل فعلياً، مما يجعل من الصعب عليهم الحصول على وظائف بمجرد تخرجهم، مبينا أن هذه الفجوة تُعدّ من أهم التحديات التي تواجه الخريجين الجدد وتؤثر سلبًا على اندماجهم في الحياة العملية.

وكانت مؤسسة عبد الله الغرير قد دعت إلى شراكات أعمق واستخدام أفضل للموارد من أجل دعم وتنمية مهارات الشباب وصقلها، معبرة عن حرصها على تضمين آراء الشباب ووجهات نظرهم في تخطيط برامجها وتطويرها وتنفيذها، بشكل يقود إلى إحداث تأثير إيجابي أكبر ونجاح طويل الأمد.