بلحاج عمر: “الصين لا يمكنها أن تحل مشكل ميزانية الدولة”

قال وليد بلحاج عمر عضو المعهد العربي لرؤساء المؤسسات اليوم الثلاثاء 4 أفريل 2023، إنّ تونس عضو في صندوق النقد الدولي ومن البديهي أن تتجه نحوه للإقتراض.

واعتبر بلحاج عمر خلال حضوره في برنامج لكسبراس أنّ صندوق النقد الدولي يقوم بتمويل ميزانيات الدول على عكس بقية المانحين.

وأشار إلى حديث بعض الأطراف عن إمكانية أن تتجه تونس نحو روسيا والصين وتبتعد عن الشراكة مع الغرب المتمثل في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا.

وبيّن أنّ مجموعة “البريكس” وهي عبارة عن تكتل اقتصادي عالمي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، تفتقد للتوازن فيما بينها، حيث تمثل الصين وحدها نسبة 73 بالمائة من الناتج الخام للدول الخمس، “أي أن لا قيمة لها دون وجود الصين” وفق تقديره.

وإعتبر أنّ “الغاية من هذا التكتل هي سياسية من خلال قيام الصين بتجميع دول حولها، وغاية اقتصادية لتوفير المواد التي تحتجها  بإعتبارها بلدا مصنعا وتفتقد للمواد الأولية، كما أن روسيا أرادت كسر العزلة الدولية والسياسية”.

وأشار ضيف البرنامج إلى أنّ الصين لا يمكن أن تحل محل صندوق النقد الدولي لأنها لا تستطيع تمويل الميزانية بل تمول المشاريع، مضيفا “الصين ليس لها شروط مقارنة بالبلدان المانحة لكن في الواقع تمويل المشروع وتنفيذه يكون صينيا بحتا، وفي المقابل الحصول على قرض من البنك الافريقي للتنمية يسمح بتوفر التمويل بالعملة الصعبة في خزينة الدولة..”

وأضاف “ليس سهلا التوجه إلى الصين وهي بلد عملاق له قواعد وله غايات على مستوى التعاون الدولي، وهي تتعامل مع البلدان ضمن حسابات، وليست جمعية خيرية، حيث استثمرت في القطاع الفلاحي في السينغال لتقوم فيما بعد بتصدير المنتوج كاملا إليها”.

وشدد في المقابل على أن “الصين تُصنّع منتوجات ذات جودة عالية، كما أن القدرة الشرائية للصينيين ارتفعت، وهي دولة تريد أن تبني مصانع وتضع شبكة كاملة لتقريب المنتوج من المستهلك في اوروبا وخاصة في افريقيا”، مضيفا “تونس تحتاج للتعامل مع الصينيين خاصة وأنّ الاستثمار الخارجي يوفر العملة الصعبة”.

وتابع قائلا “هناك امكانية لتنخرط تونس في طريق الحرير مع الصين”، مشيرا إلى أن “تونس عبرت منذ سنوات عن رغبتها في ذلك دون أن يحدث شيء إلى الآن”، متسائلا عن سبب عدم تنفيذ المشاريع.

وقال ضيف لكسبراس “الصين لا يمكنها اليوم أن تحل مشكل ميزانية الدولة، وليس من عاداتها في التعاون الدولي أن تمول ميزانيات الدول”.